سجلات الاعتقال تقوّض الثقة.. الرئيس الإيراني يدعو المقيمين في الخارج إلى "العودة دون خوف"

دعا الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، الإيرانيين المقيمين في الخارج، إلى العودة إلى البلاد دون خوف، وذلك خلال زيارته لوزارة الخارجية.
دعا الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، الإيرانيين المقيمين في الخارج، إلى العودة إلى البلاد دون خوف، وذلك خلال زيارته لوزارة الخارجية.
وقال بزشكیان، يوم السبت 26 يوليو (تموز) الجاري، خلال اجتماع مع نواب ومديري الوزارة: "يجب أن نضع إطارًا يتيح للإيرانيين في الخارج العودة بسهولة إلى وطنهم دون خوف، وهذا يتطلب تعاونًا مع السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات؛ فهؤلاء أيضًا جزء من ثروات هذا الوطن".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من دعوة أطلقها وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، رضا صالحي أميري، نيابة عن بزشكیان، عبر مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية؛ حيث قال: "هذه الأرض ملككم، ونحن نمدّ السجادة الحمراء لعودة الإيرانيين".
ورغم هذه الدعوات، فإن السنوات الماضية شهدت اعتقال ومحاكمة عدد من الإيرانيين العائدين من الخارج؛ فعلى سبيل المثال، نسرين روشن، مواطنة إيرانية- بريطانية مزدوجة الجنسية، اعتُقلت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 على يد قوات الأمن في مطار الخميني، أثناء محاولتها السفر قانونيًا من طهران إلى بريطانيا. وقد أُفرج عنها في مايو (أيار) بعد قضاء 550 يومًا في سجن "إيفين".
وفي حالة أخرى، رُوِي أن رضا ولي زاده، الصحافي السابق في "راديو فردا" ومواطن إيراني- أميركي، اعتُقل في 6 مارس (آذار) 2024 بعد 14 عامًا من مغادرته إيران، وتمّ نقله إلى العنبر 209 من سجن إيفين، قبل أن يُحكم عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2024 بالسجن عشر سنوات من قبل محكمة الثورة.
وفي 20 يوليو الجاري، صوّت البرلمان الإيراني على الموافقة العامة على مشروع قانون "دعم الإيرانيين في الخارج" بـ 209 أصوات، والذي يهدف إلى تسهيل عودة المهاجرين، والاستفادة من قدراتهم العلمية والاقتصادية والثقافية.
ويتكوّن هذا المشروع من 16 محورًا رئيسًا، تشمل تسهيل الدخول والخروج، توفير الدعم القضائي والقنصلي، ومراجعة قوانين ازدواج الجنسية، وإنشاء أنظمة تواصل، وتوفير تسهيلات للطلبة والنخب والمستثمرين.
لكن النائب عن مدينة بابل، أحمد فاطمي، علّق سابقًا قائلاً: "ما لم تُحلّ مشاكل البلاد الداخلية مثل الفساد الإداري، وضعف النظام المصرفي، وغياب الكفاءة، فلن يكون لهذا المشروع تأثير فعلي على عودة الإيرانيين".
وفي 14 يوليو الجاري، كان بزشكیان قد وجّه رسالة إلى الإيرانيين المقيمين في الخارج، قال فيها: "يجب أن نتكاتف ونعمل معًا من أجل عزّة البلاد".
وأظهرت نتائج دراسة بحثية نُشرت في ديسمبر 2024 بعنوان "هجرة الإيرانيين: الأسباب والدوافع"، أن من بين أكثر من 12 ألف شخص شارك في الاستطلاع، أفاد نحو 19 في المائة بأنهم يعيشون خارج البلاد، وأن فقط خُمس هؤلاء لديهم رغبة في العودة.
كما بيّنت الدراسة أن 16 في المائة فقط من الإيرانيين لا يفكرون في الهجرة.