وجاء في البيان، الذي صدر يوم الجمعة 11 يوليو (تموز): "الوضع المرير الذي حلّ بالبلاد هو نتيجة سلسلة من الأخطاء الجسيمة. أظهرت تجربة الحرب، التي استمرت 12 يومًا أن الضامن الحقيقي لنجاة البلاد هو احترام حق تقرير المصير لجميع المواطنين، وأن البنية الحالية للنظام لا تمثل جميع الإيرانيين. الناس يريدون مراجعة تلك الأخطاء".
وأضاف موسوي: "إجراء استفتاء لتأسيس جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد سيمهّد الطريق أمام تحقيق إرادة الشعب، وسيُحبط آمال أعداء هذا الوطن في التدخل بشؤونه".
وكان موسوي ومهدي كروبي، وهما مرشحان معارضان للانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2009، قد وُضعا مع زوجتيهما زهرا رهنورد وفاطمة كروبي تحت الإقامة الجبرية منذ مارس (آذار) 2011، في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت آنذاك. وقد رُفعت الإقامة الجبرية عن فاطمة كروبي في 2011، فيما انتهى حبس مهدي كروبي في مارس 2025.
وفي جزء آخر من البيان، نوّه موسوي بـ "تلاحم" الشعب الإيراني خلال الحرب الأخيرة، لكنه حذّر من اعتبار ردود فعل الناس آنذاك دليلاً على تأييدهم للنظام الإيراني وسلوكياته.
وقال موسوي: "بينما كان أبناء الشعب من العسكريين يُفاجَأون أو يُقتَلون، فإن بصيرة الناس أحبطت مخططات المعتدين. لكن سيكون خطيرًا جدًا إذا ما توهم البعض أن هذه التفاعلات الشعبية تمثل تأييدًا لأسلوب حكمهم الفاشل".
وأكد أن "مثل هذا الخطأ من شأنه أن يثبط عزيمة الأمة ويبعث الأمل في نفوس الأعداء، فيظنون أن بإمكانهم مستقبلاً، لا قدّر الله، اختراق تلك الدرع، التي صدّتهم هذه المرة".
وشدد موسوي على ضرورة استجابة النظام الإيراني لـ "تطلعات" المواطنين بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل، قائلًا إن إجراءات "سريعة ورمزية"، مثل "إطلاق سراح السجناء السياسيين، وإحداث تغييرات واضحة في سياسة الإعلام الرسمي"، تمثل الحد الأدنى من توقعات الشعب في الوقت الراهن.
وتأتي تصريحات موسوي في وقت صعّد فيه النظام الإيراني من سياساته القمعية عقب إعلانه وقف إطلاق النار مع إسرائيل، إذ أقدم على اعتقال المئات من المواطنين بتهم، مثل "التجسس" أو "التعاون" مع إسرائيل.
وكانت وكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، قد نشرت سابقًا مادة إعلامية وصفت فيها الإعدامات الجماعية، التي نُفذت في عام 1988، بأنها "تجربة ناجحة"، ودعت إلى تكرارها في التعامل مع معارضي النظام في المرحلة الراهنة.
ومن جهتها، أصدرت منظمة "قلم أميركا" (PEN America) بيانًا يوم 4 يوليو الجاري، حذّرت فيه من تصاعد القمع الداخلي في إيران، بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ودعت سلطات النظام الإيراني إلى التوقف الفوري عن حملة اعتقال الكُتّاب والنشطاء والفنانين.