وقد بررت الجهات الرسمية هذه الانفجارات بروايات مختلفة، وأرجعتها إلى أسباب متعددة، مثل تسرّب الغاز، واختبارات دفاع جوي، أو تفجير ذخائر إسرائيلية غير منفجرة.
انفجار برج "بامجال 9"
في مساء الخميس، 10 يوليو (تموز)، نشر مواطنون صورًا من برج "بامجال 9" السكني في مجمع "تشيكر" بطهران، تُظهر وقوع انفجار في إحدى الشقق. شكل الدمار الظاهر من الخارج كان مشابهًا للأهداف، التي استهدفتها إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، ومع ذلك، لم تظهر آثار لهب أو دخان في الصور الأولية.
وسرعان ما نقلت وكالات الأنباء الحكومية عن منظمة الإطفاء أن سبب الحادث هو انفجار غاز، وأُصيب خلاله أربعة أشخاص.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية، التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، عن السلطة القضائية أن الانفجار وقع نتيجة إهمال صاحب الوحدة وتجمّع الغاز، ولا علاقة له بأي عمل إرهابي.
صور لوحدة "غير مأهولة"
نشرت وسائل الإعلام الرسمية صورًا فيما بعد، ادعت أنها من داخل الشقة المتضررة، لكن الصور لم تُظهر أي أثاث، بل بدا المكان غير مكتمل التشطيب؛ مما يشير إلى أن الشقة ربما كانت "غير مأهولة" أو لم تُستخدم بعد.
ومن المعروف أن العديد من الجمعيات التعاونية التابعة للمؤسسات العسكرية والقضائية، قد أنشأت أبراجًا سكنية في المنطقة 22 بطهران. وهذا البرج يخص الهيئة القضائية للقوات المسلحة، ومع ذلك، فإن بيع هذه الشقق شائع حتى لغير المنتسبين لتلك المؤسسات.
تسلسل زمني لانفجارات بإيران بعد وقف الحرب مع إسرائيل
بعد وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونهاية الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وقعت عدة انفجارات في مدن إيرانية مختلفة، جاء تسلسلها الزمني على النحو التالي:
* 23 يونيو: انفجار في حي "كرناجي" في كرمانشاه؛ حيث أعلنت الشرطة أن السبب هو "انفجار غاز".
* 24 يونيو: انفجار في شقة سكنية بمنطقة "جنت آباد" بطهران، وكان السبب المعلن: تسرّب غاز. وفي اليوم نفسه، وقع انفجار آخر في "بلوار هدایت" بمدينة مشهد. وصرّحت فرق الإطفاء بأن "تسرّب غاز" هو السبب.
* 26 يونيو: انفجار وحريق في شقة ببرج "آسمان" في منطقة فرمانیه شمال طهران. أُعلن حينها أنه سيتم التحقيق في الأسباب، لكن حتى اليوم، بعد مرور أسبوعين، لم يُعلن عن أي تفسير رسمي.
تفجير ذخائر إسرائيلية
* 25 يونيو: سُمعت أصوات انفجار عنيفة في مدينة دزفول. قالت الجهات الرسمية إن السبب هو "تفجير ذخائر إسرائيلية غير منفجرة".
* 29 يونيو: سُمعت أصوات انفجار في تبريز. أصدر الحرس الثوري (فيلق عاشوراء) بيانًا قال فيه إن الصوت ناتج عن "استبدال خزان نيتروجين في مصفاة تبريز"، لكن لجنة الطوارئ في المحافظة صرّحت بأن السبب هو أيضًا "تفجير ذخائر إسرائيلية غير منفجرة".
اختبارات دفاع جوي
* 7 يوليو (تموز): أُبلغ عن سماع دوي انفجارات وأصوات طائرات مقاتلة في سماء طهران وكرج. قالت المصادر الرسمية إن هذه الأصوات تعود لاختبارات داخلية للدفاع الجوي وجولات دورية لطائرات صديقة.
* 8 يوليو: سُمع مجددًا دوي انفجارات في تبريز، وأُعلن عن نفس الأسباب.
وزير الدفاع الإسرائيلي يحذر
بالتزامن مع أنباء الانفجار في مجمع "تشيتكر" بطهران أمس الخميس، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيرًا مباشرًا إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، قائلاً: "إذا فكّر النظام الإيراني في الإضرار بإسرائيل، فإن يدنا الطويلة ستصل إلى طهران، تبريز، أصفهان، وأي مكان آخر يوجد فيه خامنئي وعصبته من الملالي".
الغموض والتاريخ يعيدان السيناريو نفسه
لم تُعلن إسرائيل ولا السلطات الإيرانية، بعد وقف إطلاق النار، عن مقتل أي قائد عسكري أو مسؤول بارز في النظام الإيراني، حتى الآن ما يجعل من الصعب تحديد مصدر هذه الانفجارات بدقة.
ومع ذلك، فإن للنظام الإيراني تاريخًا طويلاً في تقديم روايات غير دقيقة أو مضللة في حوادث مشابهة. فعلى سبيل المثال، بعد انفجار قاعدة "بیدگنه" ومقتل حسن طهراني مقدم، أحد مهندسي البرنامج الصاروخي الإيراني، ظل النظام يزعم أن الانفجار وقع أثناء "نقل ذخائر"، حتى اعترف شقيقه لاحقًا بأنه كان نتيجة عملية اغتيال إسرائيلية.
وفي ظل وقف إطلاق نار هش بعد الحرب الأخيرة، فإن إعلانًا رسميًا عن تورط إسرائيل في هذه الانفجارات، قد يشعل الحرب مجددًا.