وأشارت اللجنة أن محمدي تلقت تهديدات غير مباشرة بالتصفية الجسدية من قبل النظام الإيراني في حال استمرارها في أنشطتها الحقوقية والمدنية.
وقالت اللجنة في بيانها: "التهديدات التي نُقلت إلى محمدي تُظهر بوضوح أن أمنها في خطر جسيم، إلا إذا تعهدت بوقف جميع أنشطتها العامة داخل إيران، فضلاً عن أي نشاط إعلامي أو حقوقي دولي في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير".
وأكدت نرجس محمدي في مكالمة هاتفية مع رئيس اللجنة، يورغن واتنه فريدنس، أنها تلقت، عبر محاميها وقنوات غير مباشرة، تحذيرات جدية تفيد بأنها ستواجه إجراءات غير قانونية، وتهديدًا مباشرًا لحياتها، واحتمال تصفيتها الجسدية، إذا واصلت أنشطتها العامة.
وشددت محمدي على أن هذه التهديدات مستمرة وتأتي من عناصر تابعة للنظام، وتهدف إلى إسكاتها ودفعها للتخلي عن مشاركاتها الدولية في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال رئيس اللجنة في تعليقه: "اللجنة النرويجية لجائزة نوبل تشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات الموجهة إلى نرجس محمدي وكل المعارضين الإيرانيين. نحن نطالب السلطات في إيران بأن تحمي ليس فقط حياتهم، بل أيضاً حقهم في حرية التعبير".
وأضاف البيان: "إن نرجس محمدي مُنحت هذه الجائزة تقديراً لنضالها ضد قمع النساء في إيران، وجهودها لنشر حقوق الإنسان والحرية للجميع".
تهديدات صريحة من عناصر وزارة الاستخبارات
وكشفت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن محمدي تعرضت لعدة تهديدات من قبل عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية، عبر أساليب متعددة.
وفي إحد هذه الحوادث، قام عناصر أمنيون بإرسال رسائل تهديد لمحمدي جاء فيها: "لسنا نحن، أي قوى الأمن والباسيج والحرس والشرطة، بل أولئك العناصر غير القابلة للسيطرة، من رجال الأمن بملابس مدنية والمجموعات التي تعمل بشكل مستقل؛ إذا عثروا عليك في أي مكان سيقومون بتصفيتك".
كما تلقى بعض الأصدقاء والنشطاء المقربين من محمدي في الأسابيع الأخيرة تهديدات مباشرة من وزارة الاستخبارات.
سلسلة تهديدات متصاعدة
ذكرت لجنة التنسيق لائتلاف "حرية نرجس"، في بيان لها، أن محمدي واجهت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من التهديدات الخطيرة لحياتها وسلامتها.
وأشارت اللجنة إلى أن هذه التهديدات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، تمثل تهديداً حقيقياً وخطيراً لحياة محمدي، ودعت السلطات الإيرانية إلى ضمان أمنها.
ووفق البيان، فإن التهديدات بدأت منذ منتصف الشهر الماضي، بشكل متكرر، حيث تلقت محمدي رسائل غير مباشرة تتضمن تهديدات بالتصفية الجسدية.
وفي إحدى الحالات، علمت محمدي عبر إحدى رفيقاتها السابقات في السجن أن وزارة الاستخبارات على علم بعناصر "منفلتة" تبحث عن مكان إقامتها بهدف تصفيتها.
وفي رسالة غير مباشرة ثالثة، وصلت لمحمدي عبر إحدى صديقاتها، جاء أن هناك "مشروعًا للتصفية الجسدية" بحقها قيد التنفيذ.
تهديد مباشر عبر مكالمة رسمية
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تلقى محامي محمدي اتصالًا هاتفيًا من وزارة الاستخبارات، تم خلاله تحذيرها من مواصلة الظهور الإعلامي، ونشر البيانات، وتنظيم الأنشطة الحقوقية، وأبلغوه أن هذه المرة "سيكون التعامل مختلفاً"، ولن تشملها بعد الآن ما وصفوه بـ"الرأفة الإسلامية".
وأضاف الائتلاف أن عددًا من المدافعين عن حقوق الإنسان، ممن استضافوا أو تعاونوا مع محمدي، استُدعوا أو هُددوا بالسجن والاعتقال إن استمروا في دعمها.
يذكر أن ائتلاف "حرية نرجس" تأسس في يونيو 2025، وتدعمه منظمات مثل "مؤسسة نرجس"، و"نادي القلم الأميركي"، و"مراسلون بلا حدود"، و"منظمة فرونت لاین دیفندرز".
وأكد البيان أن هذه التهديدات تعكس تصعيدًا جديدًا من قبل النظام الإيراني لإسكات أبرز الأصوات الحقوقية في البلاد.
نضال مستمر من أجل التغيير السياسي
كانت نرجس محمدي قد أكدت في تصريحات سابقة، منها خطاب موجه إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، أنها تسعى لإنهاء الاستبداد الديني وتغيير النظام الإيراني.
وفي الأسابيع الماضية، واصلت نشر محتويات احتجاجية ضد انتهاك حقوق المواطنين الإيرانيين والأفغان من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وقد قضت هذه الناشطة أكثر من 10 سنوات في السجن، ومنذ أن أُفرج عنها بشكل مؤقت لدواعٍ صحية في ديسمبر (كانون الأول) 2024، استأنفت أنشطتها الحقوقية، خصوصًا في مناهضة الإعدام والدفاع عن حقوق المرأة.
أحكام تعسفية وسنوات في الحبس الانفرادي
على مدى سنوات نشاطها، حُكم على نرجس محمدي من قبل القضاء الإيراني بالسجن أكثر من 36 سنة، بالإضافة إلى 154 جلدة، وعقوبات أخرى تعسفية. كما أمضت 135 يومًا في الحبس الانفرادي.
وفي السنوات الأخيرة، حصلت على جوائز دولية مرموقة، منها:
• جائزة نوبل للسلام (2023).
• جائزة حرية الصحافة العالمية من اليونسكو/غييرمو كانو.
• جائزة الشجاعة من منظمة "مراسلون بلا حدود".
وتُعد نرجس محمدي من أبرز الأصوات الحقوقية في إيران، وتستمر في الدفاع عن القيم الإنسانية رغم القمع والتهديدات المتواصلة.