اختفاء المرشد الإيراني يُفجّر صراع السلطة في طهران

في أعقاب الضربات المكثفة التي وجهتها أميركا وإسرائيل إلى البنية التحتية الحيوية في إيران، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، أثار اختفاء علي خامنئي، المرشد الإيراني، عن الظهور العلني موجة واسعة من الشائعات في مختلف مستويات الحكم والمجتمع.

وبحسب تقرير" نيويورك تايمز"، وبينما ينتظر الإيرانيون والنخب السياسية في البلاد موقفًا واضحًا من المرشد الإيراني بشأن التطورات الأخيرة، لم تصدر أي معلومات رسمية عن حالته الصحية أو ظهوره.

وقد اكتفى مهدي فضائلي، عضو مكتب حفظ ونشر مؤلفات خامنئي، في رده على سؤال التلفزيون الحكومي حول وضع المرشد، بالإشارة إلى ضرورة "الدعاء" وإلى اتخاذ إجراءات أمنية واسعة لحمايته.

ووفق التقرير، فإن خامنئي، الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويتخذ القرار النهائي في القضايا الكبرى، قد أدّى غيابه في خضم أزمة غير مسبوقة إلى تفاقم القلق لدى أنصاره حول حالته الجسدية ومدى قدرته على إدارة شؤون البلاد.

أربعة مسؤولين رفيعي المستوى في النظام الإيراني أفادوا للصحيفة أن غياب خامنئي أطلق شرارة التنافس بين التيارات السياسية المختلفة للاستحواذ على السلطة.

ووفق هؤلاء، فإن "التيار المعتدل" بقيادة مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، الذي يدعو إلى استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، هو الآن الطرف الأقوى.

وقد تحدث بزشكيان خلال جلسة أعضاء الحكومة، دون أن يشير مباشرة إلى المرشد، عن ضرورة تغيير نمط الحُكم، واصفًا الوضع الراهن بأنه "فرصة ذهبية" للإصلاح.

في المقابل، سعيد جليلي والتيار الذي وصفته" نيويورك تايمز" بـ"المتشدد"، عارضوا بشدة وقف إطلاق النار والتفاوض مجددًا مع الغرب، ووجّهوا اتهامات بعدم الكفاءة السياسية إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية.

من جهته، وصف علي أحمدنيا، رئيس دائرة الاتصالات الحكومية، هذه الانتقادات بأنها جزء من "أحجية العدو"، مهاجمًا خصوم الحكومة.

كما نقل التقرير عن نجل أحد قادة الحرس الثوري الإيراني أن مسؤولين مقرّبين من الحرس يشعرون بالقلق من استمرار التهديد باغتيال خامنئي حتى في ظل وقف إطلاق النار، ولذلك تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، من بينها قطع الاتصالات الخارجية.

ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن خامنئي قد يظل يشارك في اتخاذ القرارات من مكان اختفائه.