الشرطة الإيرانية تهاجم تجمعًا احتجاجيا على تدمير البيئة في محافظة كرمان

هاجمت قوات الشرطة الإيرانية تجمعا نظمه أهالي دهكهان في محافظة كرمان احتجاجًا على تدمير البيئة، وقامت بالاعتداء على المتظاهرين.

كانت مجموعة من أهالي دهكهان في كهنوج بمحافظة كرمان قد نظمت يوم الثلاثاء 10 يونيو (حزيران)، تجمعًا احتجاجيًا ضد استغلال منجم الكروميت في المنطقة، معربين عن اعتراضهم على تدمير البيئة والبساتين الخاصة بهم.

وتُظهر مقاطع الفيديو التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" قيام عناصر الشرطة والقوات الخاصة بمهاجمة المتظاهرين وضرب النساء والرجال المحتجين.

وفي مقطع فيديو آخر، يظهر عناصر الشرطة وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، ويرشّون المتظاهرين برذاذ الفلفل، ويستخدمون الحجارة والهراوات ضدهم.

وبحسب التقارير، فإن منجم كهنوج مملوك لشركة "صنايع معدني شهاب سنك"، التابعة لمؤسسة التعاون التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وتحتوي منطقتا فارياب وكهنوج الواقعتان جنوب محافظة كرمان على 70% من احتياطي الكروميت في إيران.

وقد بدأ منجم الكروميت السطحي في دهكهان نشاطه بعد تسجيله رسميًا عام 2012، إلا أن استغلال هذا المنجم وتأثيراته البيئية المدمرة واجه في السنوات الأخيرة احتجاجات متكررة من سكان المنطقة.

وأُغلق هذا المنجم مؤقتًا في سبتمبر (أيلول) 2020 بسبب تلوثه البيئي.

ونشر موقع "كرمان نو" في ذلك الوقت جزءًا من رسالة خبير قضائي جاء فيها: "نظرًا إلى المخلّفات المعدنية الموجودة في موقع عمل المنجم، فإن استمرار العمل فيه مخالف للوائح، والغبار الناتج عنه يؤدي إلى اضطرابات وأمراض تنفسية لدى سكان المنطقة".

وأكّدت الرسالة أن استئناف العمل في المنجم يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا على صحة سكان القرية، وقد يؤدي إلى نقص المياه الصالحة للشرب أو تسممها، إلى جانب تلويث المياه الجوفية وتحويلها إلى مياه حمضية.

في الوقت نفسه، صرّح أحد أعضاء مجلس بلدية دهكهان أنه بعد عام واحد فقط من بدء تشغيل المنجم، بدأت بعض أشجار بساتين الفاكهة في المنطقة في الذبول والجفاف، مما أثار قلق الأهالي.

ورغم هذه التقارير والتحذيرات، استؤنف تشغيل المنجم بعد فترة قصيرة من إغلاقه، ولا تزال احتجاجات أهالي دهكهان مستمرة.

يُذكر أن إصدار تراخيص لاستغلال المناجم أو بناء المصانع في مواقع ذات آثار بيئية مدمرة ليس بالأمر الجديد في إيران.

ومن أكثر هذه المشاريع إثارة للجدل مشروع بناء مصنع للبتروكيماويات في مستنقع ميانكاله بمحافظة مازندران، الذي أثار احتجاجات نشطاء البيئة نظرًا إلى خطر جفاف هذا المستنقع.

ويُعدّ ميانكاله واحدًا من تسعة محميات المحيط الحيوي في إيران، ومن ضمن المستنقعات المسجلة في اتفاقية رامسار.