نشطاء يطالبون سجينة سياسية إيرانية بإنهاء إضرابها عن الطعام

طالب 23 ناشطاً سياسياً ومدنياً، في رسالة مفتوحة، السجينة السياسية الإيرانية مهوش (سايه) صيدال، المحتجزة في سجن إيفين، بإنهاء إضرابها عن الطعام. حيث تخوض صيدال إضراباً عن الطعام والدواء منذ 26 مايو (أيار) احتجاجاً على أوضاع عنبر النساء في سجن إيفين.

وجاء في الرسالة، التي نُشرت الاثنين 9 يونيو (حزيران) على حساب نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، على "إنستغرام"، أن إضراب صيدال دخل يومه الرابع عشر، مؤكدين أنهم سمعوا "مطالبها المحقة والمشروعة".

وأشار الموقعون إلى أنهم، ومنذ سنوات، شهود على معاناة السجناء المرضى في مختلف سجون إيران، مضيفين أن صيدال كانت قد كتبت سابقاً رسالة مطولة وثّقت فيها الوضع المقلق للسجناء المرضى، وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة والملائمة في الوقت المناسب.

ومن بين الموقعين على الرسالة: نكين آرامش، وفريبا أسدي، وشهناز أكملي، وبهناز أماني، وهستي أميري، ومجكان إيلانلو، وناهيد تقوي، وعاطفة جهار محاليان، وآتنا دائمي، وفيدا رباني، وبهاره سليماني، وسعیده شفيعي، ومهوش عدالتي، ورها عسكري ‌زاده، ومطهره غونه ‌اي، ونرجس محمدي، وعالية مطلب‌ زاده، وجيلا مكوندي، وروشنك مولايي عليشاه، وليلى ميرغفاري، وفرزانه ناظران ‌بور، وبوران ناظمي وصديقه وسمقي.

كانت صيدال قد أعلنت، في رسالة مفتوحة من داخل سجن إيفين بتاريخ 26 مايو (أيار)، دخولها في إضراب عن الطعام والدواء احتجاجاً على انتهاك حقها في الحصول على العلاج، وفرض قيود عقابية مثل منع الزيارات والاتصال الهاتفي.

وجاء في الرسالة، الموجهة إلى شعب إيران ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمقررين الخاصين والمنظمات الحقوقية الدولية: "وأنا على وعي تام بالعواقب، أحمّل النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن أي ضرر جسدي أو نفسي قد يلحق بي، وأطالب الهيئات الدولية بالتدخل العاجل".

وفي رسالة النشطاء المدنيين والسياسيين، ذكّروا بأن عدداً من السجناء المرضى لقوا حتفهم في السجون خلال السنوات الماضية، بينما اضطر آخرون إلى تحمّل عواقب صحية جسيمة بعد الإفراج عنهم، نتيجة لعدم تلقيهم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

وأكد الموقعون، وبعضهم زميلات سابقات لصيدال في جناح النساء في سجن إيفين، أن هذه المعاملة بحق السجناء تمثّل شكلاً واضحاً من أشكال التعذيب عبر الإهمال الطبي.

وأشاروا إلى أن صيدال، بدافع الشعور بالمسؤولية ونتيجة ما شهدته من معاناة زميلاتها، قررت أن تكون صوت السجناء من خلال هذا الإضراب، وطالبوها بإنهاء إضرابها.

وأضافوا في ختام الرسالة: "نأمل، بفضل جهود المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، أن نشهد يوماً خالياً من التعذيب".

ويلجأ العديد من السجناء في إيران إلى الإضراب عن الطعام كخيار أخير لتحقيق مطالبهم، ما يعرّض حياتهم للخطر.

وغالباً ما يكون الإضراب احتجاجاً على تأخير معالجة قضاياهم، أو لانتهاك حقوقهم الأساسية كسجناء.

وخلال السنوات الماضية، تم توثيق العديد من حالات الإهمال الطبي أو التأخر في علاج السجناء السياسيين في إيران. وقد أدت هذه الممارسات إلى حالات وفاة عديدة بين السجناء، وثّقتها منظمات حقوقية ونشطاء مدنيون.

لكن النظام الإيراني لم يتحمّل حتى الآن أي مسؤولية عن هذه الوفيات، التي وقعت نتيجة الضغوط والتعذيب وحرمان السجناء من الرعاية الطبية.