طهران تستنكر رسميا تصريحات رجل الدين المرتبط بمكتب خامنئي ضد السعودية

أعلن محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني، أن المملكة العربية السعودية أوقفت إصدار التأشيرات لعدد كبير من الإيرانيين، عقب التصريحات التي أدلى بها غلام رضا قاسميان، المُدّاح المرتبط بمكتب المرشد علي خامنئي، في مكة، والتي أدت إلى توقيفه.
ونشر رنجبران اليوم الأربعاء، تدوينة على منصة "إكس"، أشار فيها إلى تداعيات تصريحات قاسميان على الحجاج الإيرانيين قائلاً: "تم اعتقال الشخص المذكور، وأُوقف إصدار التأشيرات لعدد كبير من المواطنين المنتظرين. آلاف الحجاج باتوا في حالة من الغموض".
وشدد رنجبران على أن تصريحات رجل الدين هذا لا تعبر عن الموقف الرسمي لطهران، مضيفًا أن "الموقف المنسق لإيران يُعبّر عنه من خلال ممثل خامنئي في السعودية، ورئيس منظمة الحج والزيارة، وسفير إيران في الرياض، ووزير الخارجية"، وجميعهم يدعون إلى "ضرورة الحفاظ على الوحدة الإسلامية وصون العلاقات المتنامية مع السعودية".
كما انتقد رنجبران دفاع مدير موقع "رجانيوز"، التابع لتيار "جبهة الصمود"، عن قاسميان، لقيامه بتقسيم الحجاج الإيرانيين إلى فئتين: "ثوريين وغير ثوريين"، واعتباره موقف وزير الخارجية ومسؤولين آخرين "انهزاميًا" أمام الرياض.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد كتب في منصة "إكس" أمس الثلاثاء أن طهران "تدين بشدة أي محاولة للإساءة إلى وحدة المسلمين، لا سيما في أجواء الحج".
وأضاف: "نحن مصممون على عدم السماح لأي جهة بالإضرار بعلاقاتنا الأخوية مع جيراننا، بما في ذلك المسار المتقدم للعلاقات مع السعودية. إيران تُثمن الإدارة الجيدة والفعالة لموسم الحج لهذا العام".
وقد تم توقيف قاسميان، الذي يُعتبر من رجال الدين المقربين من مكتب المرشد، يوم الاثنين 26 مايو 2025، من قبل الشرطة السعودية أثناء أدائه مناسك الحج.
وكان قد نشر في وقت سابق مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وجّه فيه اتهامات للحكومة السعودية، ما أثار تفاعلاً واسعًا على الإنترنت.
وفي تعليقه على الحادثة، قال محمد رضا عارف، نائب الرئيس مسعود بزشکیان، اليوم الأربعاء، إن "جميع دول المنطقة تدرك أن رأي شخص ما لا يعكس موقف الحكومة، وينبغي أن تصدر المواقف من قنوات رسمية".
من جهته، أعلن علی رضا بیات، رئيس منظمة الحج والزيارة، في اليوم نفسه، أن السلطات الإيرانية عقدت ثلاث لقاءات قنصلية مع قاسميان حتى الآن، وأن "الإجراءات اللازمة لحل المسألة لا تزال جارية".
قاسميان شخصية قريبة من محمدباقر قاليباف
يشار إلى أن قاسميان يُعرف بعلاقاته الوثيقة مع محمدباقر قاليباف، وكان سابقًا أحد المتحدثين في تجمع طلابي في ديسمبر 2011، والذي أعقبه هجوم من عناصر الباسيج على السفارة البريطانية في طهران.
كما كان خطيبًا في إحدى الهيئات الدينية التي شارك بعض أعضائها في الهجوم على سفارة السعودية في طهران يومي 2 و3 يناير 2016، حيث تم اقتحام السفارة وإشعال النار فيها.
وهذا الهجوم تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، كما أدى إلى قطع البحرين علاقاتها مع إيران، وتخفيض الإمارات لمستوى علاقاتها معها.
وفي مارس 2023، وقّعت إيران والسعودية اتفاقًا في بكين بوساطة الصين، تم بموجبه استئناف العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ 2016، واتفقتا على إعادة فتح السفارات وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية.
قاسميان والخطابات التحريضية
وقد أثار قاسميان الجدل سابقًا بسبب خطاباته المتطرفة، ومنها تعهده بـ"تدمير إسرائيل" و"فتح مكة".
السيناريو يتكرر؟
وفي ختام رسالته على منصة "إكس"، أشار رنجبران إلى أن تصريحات قاسميان أوقعت الحجاج الإيرانيين في مأزق، مذكرًا بأن مسؤولي الحج والزيارة في إيران شددوا مرارًا قبل وأثناء إرسال أكثر من 85 ألف حاج إلى السعودية على "ضرورة احترام قوانين البلد المضيف".
وكتب: "كل شيء يُذكّرنا بسيناريو الهجوم على السفارة السعودية قبل نحو 10 سنوات، والذي أدى إلى قطع العلاقات بين إيران والسعودية وتكبد البلاد خسائر فادحة. وسط موسم الحج، في خضم المفاوضات النووية، وفي ذروة تهديدات الكيان الصهيوني، هل هناك مخطط جديد يُحاك؟".