"نيويورك تايمز": نتنياهو يُصرّ على قصف المنشآت النووية الإيرانية

أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تشكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جدوى المسار الدبلوماسي للحد من البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة أنه ما زال يُصرّ على القيام بعمل عسكري ضد إيران.

وفي تقرير نُشر اليوم الأربعاء 28 مايو (أيار)، نقلت الصحيفة عن عدة مصادر مطلعة أن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يسعى للتوصّل إلى اتفاق نووي مع إيران، لكن نتنياهو هدّد بأنه سيقصف المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران من أجل إفشال هذه المفاوضات.

وأضاف التقرير أن الخلاف حول الطريقة المثلى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي أدى إلى مكالمة هاتفية متوترة على الأقل بين ترامب ونتنياهو، إلى جانب عقد عدد من الاجتماعات الطارئة بين كبار المسؤولين في البلدين خلال الأيام الماضية.

وفي تصريح أدلى به ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال إنه قد يُعلن خلال اليومين المقبلين عن "خبر جيد" بخصوص جهوده لتقييد البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب مطلعين على المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، فإن أفضل سيناريو محتمل هو إصدار بيان يتضمن مبادئ مشتركة، في حين تبقى التفاصيل قيد الكتمان، وربما تمهّد فقط لجولات تفاوضية لاحقة. ومن بين هذه التفاصيل ما إذا كانت طهران سيُسمح لها بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى، وكيف سيتم تقليص أو إخراج مخزون الوقود القريب من مستوى التسلح خارج البلاد.

وكانت "نيويورك تايمز" قد ذكرت في تقرير نُشر في أواخر شهر أبريل (نيسان) الماضي أن إسرائيل كانت تنوي استهداف المنشآت النووية الإيرانية في شهر مايو (أيار)، إلا أن ترامب حال دون تنفيذ هذه الخطة لأنه يرغب في استمرار المفاوضات مع طهران. ومع ذلك، فإن نتنياهو لا يزال يُصرّ على تنفيذ هجوم عسكري دون الحاجة إلى دعم أميركي.

نتنياهو وترامب: خلاف حول استغلال لحظة ضعف إيران

في قلب التوتر بين نتنياهو وترامب يكمن الخلاف حول كيفية استغلال لحظة ضعف إيران لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.

وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض أول من أمس الاثنين لموقع "والا نيوز" إن ترامب طالب نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بالامتناع عن اتخاذ أي خطوة قد تعرقل مسار المحادثات مع إيران.

وبحسب تقرير لشبكة "كان" الإسرائيلية، فإن نتنياهو أصبح أكثر قلقًا من "تصرفات ترامب غير المتوقعة" تجاه إيران.

وأكدت "نيويورك تايمز" أن نتنياهو يرى أن هشاشة الوضع الإيراني لن تستمر طويلًا، ويعتقد أن الوقت الحالي هو الأنسب لتوجيه ضربة. في المقابل، يرى ترامب أن هذا الضعف فرصة سانحة للتفاوض وإنهاء برنامج التخصيب الإيراني من خلال الحوار.

كما أضافت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين يخشون من أن يكون ترامب في عجلة من أمره لعقد اتفاق "باسمه"، وقد يوافق في سبيل ذلك على السماح لإيران بالاحتفاظ ببعض منشآت تخصيب اليورانيوم.

وكان نتنياهو قد شدد مرارًا على أن "الاتفاق الجيد الوحيد" هو الذي يزيل كافة البُنى التحتية لمنشآت إيران النووية، سواء في نطنز أو في بقية أنحاء البلاد.

وفي أعقاب لقاء جمعه مع ترامب في البيت الأبيض، أصدر نتنياهو تعليمات للمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بمواصلة التخطيط لشنّ هجوم على إيران من خلال عمليات محدودة لا تحتاج إلى مساعدة أميركية.

ومنذ يومين، زارت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نوم، إسرائيل، حيث التقت بنتنياهو ونقلت إليه رسالة "مباشرة وصريحة" من ترامب تُحذّره من عرقلة مسار المفاوضات مع إيران.