السفير البريطاني في واشنطن: النظام الإيراني في أضعف حالاته منذ عام 1979

قال السفير البريطاني في واشنطن، بيتر مندلسون، إن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن قط، منذ ثورة عام 1979، ضعيفا وهشا كما هو اليوم.
وعلّل مندلسون ذلك بـ: "ضغوط العقوبات، والخسائر التي مُنيت بها القوات الوكيلة للنظام الإيراني في المنطقة، وتراجع الدعم الشعبي للحكم، خاصة بين الشباب".
وأضاف هذا المسؤول البريطاني، في ندوة أقامها معهد المجلس الأطلسي، أن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية، أمر لا يمكن القبول به، قائلاً: "لا يمكننا أن نقبل بهذا الوضع إطلاقاً."
وأكد السفير البريطاني أن لندن تدعم بقوة مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدف إلى إزالة منشآت التخصيب والبنى التحتية النووية المرتبطة بها في إيران.
وكان ترامب قد صرّح في 15 مايو 2025، خلال زيارته إلى قطر: "لقد اقتربنا كثيراً من التوصل إلى اتفاق. ربما رأيتم اليوم تقارير تفيد بأن إيران وافقت إلى حد ما على الشروط المطروحة. نحن لن نسمح بأي نشاط نووي في إيران."
وسبق أن أفادت قناة "إيران إنترناشيونال"، في7 مايو 2025، نقلاً عن مصادر مطّلعة، بأن خلافاً أساسياً لا يزال قائماً بين الطرفين بشأن استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يلقي بظلاله على مسار المفاوضات.
وأشار مندلسون إلى المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن بقيادة ستيف ويتكوف، مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، وقال: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستقنع النظام الإيراني بالتعامل بواقعية، والسعي لحل فعلي للخروج من الأزمة."
وفي المقابل، كان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد أعرب عن شكوكه وتشاؤمه إزاء نتائج هذه المفاوضات، وذلك خلال كلمة ألقاها في 20 مايو 2025 بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.
وقال خامنئي: "في عهد رئيسي، كانت المفاوضات غير مباشرة ولم تُفضِ إلى نتيجة. ولا نظن أن شيئاً سيتغيّر الآن، ولا نعلم إلى أين ستصل."
وأكد أيضاً أن إيران لن تطلب إذناً من أحد فيما يخص التخصيب، قائلاً: "نحن نُخصّب وسنُخصّب، ولن نطلب الإذن من أحد."
وفي سياق متصل، أكد السفير البريطاني أن الدول الأوروبية تمتلك أدواتها الخاصة، وأن الترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) تعمل بجدّ، وبتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، في مسار هذه المفاوضات.
وأشار مندلسون إلى إمكانية تفعيل "آلية الزناد" (Snapback)، التي من شأنها أن تُعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، محذّراً: "الوقت يمر، وعلى إيران أن تدرك خطورة هذا المسار."