قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، بشأن المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة: "اعلموا أننا لن نصل إلى شيء في هذه المفاوضات، فهي تختلف عن الاتفاق النووي القديم. المفاوضات ستستمر، لكن لن تتمخض عنها أي نتيجة".
وأضاف: "لقد قمنا بتدريب دول محور المقاومة ليكونوا قادرين على الوقوف في وجه أعداء الإسلام".
من جهته، كتب عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قبيل سفره إلى روما للمشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، على منصة "إكس": "الوصول إلى مسار اتفاق ليس معادلة معقدة. سلاح نووي صفر يعني أننا لدينا اتفاق. تخصيب يورانيوم صفر يعني أنه لا يوجد اتفاق. لقد حان وقت اتخاذ القرار".



أفادت مجلة "نيوزويك" الأميركية، استنادًا إلى صورة نشرتها شركة تجارية صينية تعمل في مجال الأقمار الصناعية، بأن الولايات المتحدة نشرت مؤخرًا مقاتلات جديدة من طراز "F-15" في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. وذلك وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران بشأن المفاوضات النووية.
وذكرت المجلة الأميركية أنها تواصلت مع القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (INDOPACOM) للحصول على تعليق رسمي.
وبحسب "نيوزويك"، فإن الصور الفضائية الجديدة تؤكد وجود مقاتلات "F-15" تابعة لسلاح الجو الأميركي في قاعدة دييغو غارسيا، إلى جانب زيادة عدد القاذفات الموجودة هناك، في القاعدة الواقعة بالمحيط الهندي.
وتوجد هذه القاعدة على بُعد نحو 2000 ميل من إيران، ويمكن استخدامها كمنصة للعمليات العسكرية الأميركية في حال فشل المسار الدبلوماسي وتصاعد التوترات بشكل أكبر.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت في وقت سابق، مطلع مايو (أيار) الجاري، قاذفات استراتيجية من طراز "B-52" في دييغو غارسيا، كما سبقتها "قاذفات شبح" من طراز "B-2" لا يقل عددها عن 6 طائرات.
وأشارت "نيوزويك" إلى أن الصور، التي أظهرت المقاتلات الأميركية في القاعدة، تم التقاطها بواسطة نظام "إيرسبيس" التابع لشركة "ميزر فيجن" الصينية، التي تُعرّف نفسها كمزود لاستخبارات تجارية جيو- مكانية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وقد نُشرت صورة مقاتلات F-15"" لأول مرة على حساب "GEOINT" في منصة إكس (تويتر سابقًا)، وهو حساب ينشط في مجال المعلومات الاستخباراتية مفتوحة المصدر.
وتأتي هذه التحركات في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن "الخيار العسكري مطروح على الطاولة"، إذا لم توافق إيران على اتفاق نووي جديد. وكان ترامب قد انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولايته الرئاسية الأولى.
ويُعد الخلاف حول مستوى تخصيب اليورانيوم أحد أبرز العقبات التي تعرقل تقدم المفاوضات بين الجانبين؛ فالولايات المتحدة تطالب بإنهاء كامل لأنشطة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، في حين تؤكد طهران أنها ستواصل التخصيب في كل الأحوال.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد قال: "لا يمكننا القبول بتخصيب اليورانيوم في إيران، حتى ولو بنسبة 1 في المائة. من وجهة نظرنا، يجب أن يتضمن أي اتفاق وقفًا تامًا للتخصيب".
بينما صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن "تخصيب اليورانيوم في إيران سيستمر، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا".
ومن المقرر أن تُعقد يوم الجمعة، 23 مايو، في روما، الجولة الخامسة من المفاوضات بين واشنطن وطهران.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أصدرت بيانًا، في أبريل (نيسان) الماضي، جاء فيه: "إن الصين تثمّن التزام إيران بعدم إنتاج سلاح نووي، وتحترم حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتدعم جهود طهران للحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، والدفاع عن حقوقها المشروعة عبر التفاوض".
واختتمت "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن دقة الصور الفضائية الصينية التجارية وجودتها العالية تعكس- بحسب خبراء- تنامي قدرة بكين على مراقبة الأنشطة العسكرية الأميركية على المستوى العالمي، وفي الوقت الحقيقي تقريبًا، ما يُعد تطورًا مهمًا في سياق تقييم الصين لمستوى دعمها لبرنامج إيران النووي في مواجهة ضغوط الغرب.
كشف موقع "إرم نيوز" الإماراتي، نقلًا عن مصادر عراقية رفيعة، أن فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، نقل مؤخرًا رسالة من الرئيس الأميركي إلى المرشد الإيراني، تضمنت مطالب أميركية صارمة.
وبحسب التقرير، فقد شملت الرسالة ما يلي:
• انسحاب القوات الإيرانية من مواقعها في العراق خلال أسبوعين.
• فتح 31 موقعًا عسكريًا ومنشأة نووية ومركزًا بحثيًا في إيران أمام فرق التفتيش الأميركية خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضح التقرير أن فؤاد حسين سلّم هذه الرسالة خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، وأن محتواها الصارم أدى إلى تصعيد واضح في لهجة المسؤولين الإيرانيين في الأيام الماضية، خصوصًا بشأن رفضهم التام لأي قيود تتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم.
ووفقًا للمصادر، كانت هناك محاولات في الجولة الأخيرة من المفاوضات للتوصل إلى حل وسط في هذا المجال، لكن هذه الرسالة ساهمت في تعقيد الأمور.

في ظل انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في روما، تناولت وسائل إعلام عربية بارزة آخر تطورات هذا الملف:
• صحيفة "الشرق الأوسط" وصفت هذه الجولة بأنها مرحلة "إما الفشل الحتمي أو التقدم الحاسم"، مشيرة إلى تمسك كلا الطرفين بخطوطهم الحمراء.
• القسم العربي لشبكة "فرانس 24" اعتبر هذه المفاوضات "أعلى مستوى من التفاعل الدبلوماسي بين البلدين منذ توقيع الاتفاق النووي في عام 2015".
• إذاعة "مونت كارلو" الدولية أشارت في تقريرها إلى أن "الدبلوماسيين حذروا من أنه سواء نجحت هذه المفاوضات أو فشلت، فإن إسرائيل ستظل قلقة من احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي، وربما تدفعها هذه المخاوف إلى القيام بعمل عسكري".

قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، في حديثه لقناة "المسيرة" اليمنية، إن "تكرار تهديدات إسرائيل بشأن استهداف منشآتنا النووية ليس سوى كلام فارغ ولا قيمة له".
وأضاف: "أعداء إيران لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم خلال 47 عامًا مضت، ولن ينجحوا في المستقبل أيضًا".


مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، بات احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بينهما أكثر جدية من أي وقت مضى، وقد أفادت مصادر موثوقة بأن إسرائيل تُعد لهجوم دقيق يستهدف 12 موقعًا نوويًا إيرانيًا، وهو ما قد يحدث إذا فشلت المفاوضات النووية.
وفي المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في رسالة إلى الأمم المتحدة، من التهديدات العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن المفاوضات مع واشنطن "وصلت إلى طريق مسدود"، معبرًا عن تشككه في مستقبلها.
التخصيب.. اللعب بالنار
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وهو ما يتجاوز بكثير ما ينص عليه الاتفاق النووي السابق (البرنامج الشامل للعمل المشترك)، ويقترب من العتبة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي. وفي ظل غياب الشفافية الاستراتيجية، يمكن أن يُفسَّر هذا السلوك من منظور إسرائيلي على أنه تمهيد لهجوم استباقي.
وفي الوقت ذاته، امتلأت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني بتعبيرات مثل "مناورة كبرى"، و"حالة تأهب"، و"تدريب القوات".
وتبدو إيران هذا العام أقرب من أي وقت مضى إلى شعار: "لا سلم، لا حرب، فقط تخصيب".
السردية المزدوجة لـ"نعمة الحرب"
منذ تأسيس النظام الإيراني، كانت النظرة الأيديولوجية إلى الحرب حاضرة بوضوح في الخطاب الرسمي لقادته؛ فقد وصف مؤسس النظام ومرشده السابق، روح الله الخميني، الحرب الإيرانية- العراقية بأنها "نعمة" و"ضمانة لبقاء الثورة". وبالأسلوب نفسه، تحدث المرشد الحالي، علي خامنئي، مرارًا عن "بركات الحرب" و"كنز الدفاع المقدس الذي لا ينضب".
ووفق هذه الرؤية، لا تُعد الحرب كارثة إنسانية، بل وسيلة لتحقيق التماسك الداخلي، وتصفية المعارضين، وتعزيز الهوية الأيديولوجية للنظام الإيراني؛ حيث إن فهم الأزمات على أنها فرص هو أحد أعمدة بقاء هذا النظام.
أعلن مسؤولون إسرائيليون كبار، من بينهم وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بصراحة أن إسرائيل لن تتردد في الدفاع عن نفسها. وعلى الجانب الآخر، حذّر المسؤولون العسكريون الإيرانيون من أن أي هجوم سيُقابل بـ "رد قاسٍ ومدمّر".
لطالما استخدم نظام طهران الأزمات الخارجية كوسيلة للبقاء، وفي وقت تظهر فيه غالبية الشعب الإيراني مؤشرات التعب والفقر والرغبة في الاستقرار، يسعى النظام لإعادة إنتاج "التهديد الخارجي" لاستعادة شرعية مفقودة.
لكن تجربة الإيرانيين التاريخية مع الحرب لا تحمل إلا الدمار والموت والعقوبات والحرمان الطويل. والمطلب الشعبي، كما صرخت به الشابة الراحلة، سارينا إسماعيل زاده، هو: "الرفاه، الرفاه، الرفاه.. لا للحرب، ولا للتهديد".
والآن..
يقف النظام الإيراني مجددًا على حافة الهاوية، بين مفاوضات محتضرة وتهديد عسكري من عدوٍ قديم. فبينما قد يرى خامنئي في الأزمة "نعمة"، يرى ملايين الإيرانيين فيها فقط عودة إلى كوابيس الحرب التي لم تنتهِ قط.