وواصلت مجموعات من معلمي "كارنامه سبز" (المقبولين احتياطيًا أو الناجحين المشروطين في اختبارات التوظيف) في طهران، وعمال مجمع الزراعة والصناعة ميان آب، وأصحاب الأفران في الأهواز، وعمال منجم زرهشوران، والعمال المفصولين من شركة كوشكن لصناعة المحولات، وعمال مجمع باسارغاد للفولاذ، إضافة إلى متقاعدي الضمان الاجتماعي وصناعات الفولاذ، تنظيم تجمّعات احتجاجية في مدن مختلفة من إيران.
وتُظهر مقاطع فيديو، وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، أن مجموعة من المقبولين في اختبار التوظيف لعام 2025 لوزارة التربية والتعليم، الذين يُعرفون اصطلاحًا باسم "كارنامه سبز"، نظموا يوم الأحد 14 ديسمبر (كانون الأول) تجمّعًا احتجاجيًا في طهران.
وحضر المشاركون في هذا التجمّع من مختلف أنحاء إيران إلى طهران، وتجمعوا أمام مبنى وزارة التربية والتعليم؛ احتجاجًا على عدم الاستجابة لمطالبهم.
وخاطب المشاركون في التجمّع مسؤولي وزارة التربية والتعليم، ورددوا شعارات من بينها: "لا تنظر من النافذة، انزل وتحدث"، و"الموظف المتقاعد يجلس مكاننا".
وفي الوقت نفسه، دخل عمال مجمع الزراعة والصناعة "ميان آب" في منطقة الكرخة بمحافظة خوزستان، يوم الأحد 14 ديسمبر، اليوم العاشر من تجمّعاتهم الاحتجاجية، وتوقفوا عن العمل.
وفي اليوم العاشر من احتجاجاتهم، انتقد العمال المحتجون أوضاع الإنتاج في المصنع، وطالبوا في حديث مع وكالة "إيلنا" للأنباء بخلع يد إدارة المصنع.
وقال أحد العمال إن "ضعف الإدارة والقرارات غير الشفافة" خلال العامين الماضيين تسببا في تراجع خطير في ربحية هذه الوحدة الإنتاجية، وهو ما أدى إلى إثارة مخاوف واسعة بين العاملين.
وكان أحد المحتجين قد قال، في وقت سابق، وفي اليوم الرابع من تجمّع عمال هذا المجمع: "إن ضعف الإدارة، وتعيين مديرين متقاعدين ومتعددي الوظائف، وخلق فرص عمل جديدة رغم نقص الكوادر، وعدم دفع الأجور والمزايا في مواعيدها، وخصم جزء من بنود العمل، وعدم التنفيذ الكامل للالتزامات القانونية هو السبب في احتجاجاتنا".
وبحسب مقاطع الفيديو، التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، تجمع أيضًا عدد من أصحاب الأفران في مدينة الأهواز، يوم الأحد 14 ديسمبر، أمام مبنى محافظة خوزستان، وبعد ترديد شعارات دخلوا المبنى.
وذكر أصحاب الأفران في "الأهواز" أن سبب احتجاجهم هو "تقليص حصة الطحين وعدم دفع الإعانات المخصصة للأفران”.
وطالب المشاركون في هذا التجمّع، عبر ترديد شعارات من بينها: "كفى وعودًا؛ موائدنا فارغة"، بالاستجابة الفورية لمطالبهم.
وفي الأسابيع الماضية، كان أصحاب الأفران في طهران ومشهد وأصفهان وقم وكرمانشاه وبيرجند وبعض المدن الأخرى في البلاد قد نظموا تجمّعات احتجاجية على أوضاعهم وعدم تلقي دعم الخبز.
وتُظهر مقاطع الفيديو الواردة أن مجموعة من العمال المفصولين من شركة كوشكن في زنجان نظموا أيضًا، يوم الأحد 14 ديسمبر، تجمّعًا احتجاجيًا بحضور ممثلين عن وزارة الطاقة، وطالبوا بالنظر في مطالبهم.
وكان العمال المفصولون من هذه الوحدة الصناعية قد نظموا في وقت سابق تجمّعات احتجاجية؛ اعتراضًا على عدم تجديد عقود عملهم بعد سنوات من الخدمة.
وبحسب مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد أضرب عمال مجمع فولاد باسارغاد في محافظة فارس عن العمل لليوم الثاني على التوالي يوم الأحد 14 ديسمبر.
وفي سياق الاحتجاجات المطلبية للعمال في الوحدات الصناعية، أظهر مقطع فيديو، وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، أن مجموعة من عمال مصنع خوسف لحديد الزهر في محافظة خراسان الجنوبية تجمعوا أيضًا بسبب عدم توفر وسائل النقل ووفاة زملائهم جراء حوادث سير على الطريق.
تجمّعات المتقاعدين
بالتوازي مع هذه الاحتجاجات، تواصلت تجمّعات المتقاعدين في عدة مدن.
فقد نظم متقاعدو الضمان الاجتماعي، يوم الأحد 14 ديسمبر، تجمّعات احتجاجية في مدن إيرانية مختلفة، من بينها رشت، وشوش، والكرخة، وهفت تبه، وكرمانشاه.
وكتبت وكالة "إيلنا”: "طالب هؤلاء المتقاعدون بتطبيق المادة 96 من قانون الضمان الاجتماعي، وزيادة المعاشات بما يتناسب مع خط الفقر، والاستفادة من العلاج المجاني، وكذلك دفع العيدية للعمال”.
وتُظهر مقاطع الفيديو، التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، أن متقاعدي الضمان الاجتماعي في مدينة رشت رددوا شعارات من بينها: "يجب إطلاق سراح المعتقلين المحتجين"، و"لا للإعدام، لا للإعدام، لا، لا، لا"، و"التضخم، التضخم، سرقة من جيوب المواطنين”.
كما احتج متقاعدو صندوق الفولاذ في أصفهان على عدم تحقيق مطالبهم في مجالي العلاج والمعاشات.
ونقلت وكالة "إيلنا" عن مصادر إخبارية للمتقاعدين أن هذه الاحتجاجات شملت في الغالب مطالب مثل "عدم التسوية العادلة للرواتب"، و"التأخر في حل مشكلات العلاج للمتقاعدين من ذوي الأعمال الشاقة والخطرة في الصندوق"، و"الاعتراض على دمج صندوق الفولاذ مع الصندوق الحكومي"، وغيرها من المطالب المماثلة.
وتُظهر مقاطع الفيديو، التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، أن متقاعدي الضمان الاجتماعي في كرمانشاه وشوش، ومتقاعدي صناعة الفولاذ في أصفهان، رددوا في تجمّعاتهم شعارات من قبيل: "القناعة والتقشف مفروضان على الشعب"، و"الوحدة، الوحدة، ضد الظلم والفساد".
وخلال السنوات الأخيرة، نظم المتقاعدون والعمال وأصحاب المعاشات مرات عديدة تجمّعات ومسيرات احتجاجية في مدن مختلفة من إيران؛ اعتراضًا على عدم تحقيق مطالبهم.
وقد أدت الأوضاع المعيشية لهذه الفئات إلى زيادة ملحوظة في عدد التجمّعات والاحتجاجات المطلبية.
وذكر موقع "هرانا" الحقوقي، عبر تقرير له، في 20 مارس (آذار) الماضي حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أنه في عام 2024 تشكّل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف و702 تجمّع وإضراب في قطاعات مختلفة من البلاد.