خلال مهرجان "كان".. المخرج جعفر بناهي يستذكر الفنانين الممنوعين من العمل في إيران

استذكر المخرج الإيراني المعارض والسجين السابق، جعفر بناهي، في مهرجان "كان" السينمائي، السجناء السياسيين والمحتجّين في حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، والفنانين الذين يتعرضون لضغوط من قبل النظام الإيراني.

ومساء الثلاثاء، 20 مايو (أيار)، وصل بناهي إلى مهرجان "كان" برفقة عدد من الممثلين والعاملين في فيلمه الجديد "حادث بسيط"، لعرض هذا العمل السينمائي الجديد.

وقبل عرض الفيلم، تحدث بناهي في كلمة قصيرة أشار فيها إلى "إحساس غريب" ساوره قائلاً: "عندما تم الإفراج عني، خرجت من بوابة السجن، نظرت خلفي فرأيت جدارًا عاليًا... لم أكن أعلم هل يجب أن أفرح أم أحزن، لأن خلف ذلك الجدار لا يزال أصدقائي الأعزاء وسجناء آخرون. قلت لنفسي: ماذا أفعل هنا؟ هذا الإحساس عاد إليّ الآن من جديد".

هذا المخرج والسجين السياسي السابق كان قد حصل عام 2018 على جائزة أفضل سيناريو مناصفة عن فيلمه "ثلاثة وجوه" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"، لكنه لم يتمكن من حضور المهرجان بسبب منعه من مغادرة إيران.

وأضاف بناهي في كلمته: "صحيح أنني هنا، لكن العديد من السينمائيين والممثلين البارزين في إيران ممنوعون من العمل، لا سيما النساء اللواتي وقفن إلى جانب الشعب الإيراني في احتجاجات مهسا. أهدي عرض الليلة إليهن وإلى جميع الفنانين الذين نُفوا من إيران رغماً عنهم، والذين يعيشون اليوم في شتى أنحاء العالم، ويمكنهم صناعة أفلام أفضل مني بكثير".

وتمنى بناهي أن يأتي يوم لا يُضطر فيه السينمائيون لصناعة أفلامهم خفية، بل "يعود الجميع إلى إيران ليبنوا بلدهم".
وفي مقاطع الفيديو المنتشرة من كلمته، تظهر الممثلة زر إبراهيمي وهي تبكي تأثرًا بكلماته.

وكان بناهي قد مُنع من العمل قرابة 15 عامًا بدءًا من عام 2009، عقب احتجاجات "الحركة الخضراء". وفي العام ذاته، صودرت جوازات سفره أثناء استعداده للسفر إلى باريس.

وفي مايو (أيار) 2023، سُمح له لأول مرة بمغادرة إيران والسفر إلى الخارج.

وفي يوليو (تموز) 2022، أثناء ذهابه إلى نيابة سجن إيفين لمتابعة وضع محمد رسول آف ومصطفى آل ‌أحمد، وهما مخرجان كانا قد اعتقلا سابقًا، تم توقيفه أمام المحكمة ونُقل إلى سجن إيفين.

وفي تلك الفترة، أعلنت السلطة القضائية في إيران أن بناهي كان محكوماً في قضية سياسية-أمنية تعود إلى عام 2010، بالسجن ست سنوات، ومنع من العمل السينمائي لمدة 20 عامًا، إضافة إلى حظر السفر. وقد أُيّد هذا الحكم بالكامل في محكمة الاستئناف.

وقد أثار اعتقال بناهي موجة من ردود الفعل على الصعيدين المحلي والدولي، إذ طالبت كل من الحكومة الفرنسية وثلاثة مهرجانات كبرى "برلين وكان والبندقية" بالإفراج عنه وعن الفنانين المعتقلين الآخرين.

وفي فبراير (شباط) 2023، تم الإفراج عنه وعن رسول آف بكفالة.

ويُعد بناهي من أبرز الفنانين المعارضين في إيران، وقد تناول في أفلامه نقدًا للمجتمع والحكم، وسبق له أن وجه انتقادات صريحة للسلطة.

وقد كتب الموقع الرسمي لمهرجان "كان" في تقديم الفيلم: "حادث بسيط هو عمل رومانسي يطرح، كغيره من أعمال بناهي، سؤالًا متجددًا حول الحرية في إيران".

الفيلم صُوّر داخل إيران من دون تصريح رسمي ومن دون الالتزام بفرض الحجاب الإجباري.

وكتب محمد عبدي، الكاتب والناقد السينمائي، عن فيلم "حادث بسيط" لموقع "إيران إنترناشيونال" أن بناهي قدّم في هذا العمل "أشد أفلامه حدة"، ولم يتردد في تحويل أجزاء منه إلى بيان سياسي صريح، ينتقد فيه مباشرة عناصر النظام.