الصحف الإيرانية: تبادل الاتهامات بين إيران وأوروبا وثلث الإيرانيين يرغب في الهجرة

نبدأ قراءتنا للصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 15 ديسمبر (كانون الأول)، بالجدل القائم حول ما أثاره أحد البرلمانيين بتصريحاته حول "حظر استيراد الآلات الموسيقية والنظارات الشمسية إلى البلاد"، ودعوته الأشخاص غير الراضين إلى مغادرة إيران.
وقال البرلماني في هذا الخصوص "إن وجود السلعتين أو عدم وجودهما لا يُحدث أي فرق في حياة الناس، وإن الأشخاص غير الراضين يمكن أن يغادروا إيران".
"أنتم ارحلوا؛ نحن نعمّر إيران"، بذا عنونت "آرمان ملي" أحد تقاريرها، وكتبت عن ردود فعل المواطنين في وسائل التواصل حول هذه التصريحات، وتأكيدهم أن دعوة الناس إلى مغادرة البلاد لا تليق بكرامة المواطنين الإيرانيين.
وجاء في صدر الصفحة الأولى من صحيفة "اعتماد": "إيران لأي نوع من الإيرانيين؟"، واعتبرت الصحيفة أن هذه الطريقة في تعامل هذا البرلماني تؤكد نظرته "الإقصائية" وتعريفه الخاص لمفهوم "الشعب" و"المواطنة"، حيث يتعامل بمنطق الإقصاء والحذف لكل من يعارضه في الانتماء والتوجه السياسي.
على صعيد المفاوضات الجارية في فيينا نقرأ في صحيفة "آفتاب يزد" عن مواقف روسيا من البرنامج النووي الإيراني، حيث ترى الصحيفة أن الروس يسعون "إلى تعليق الطاقة النووية الإيرانية"، مشيرة إلى تصريحات مبعوث روسيا في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، الذي تحدث عن تدمير أجهزة الطرد المركزي الإيرانية أو نقلها إلى الخارج أو إغلاقها.
وعن الخلاف المتصاعد بين إيران والدول الأوروبية واتهام بعضهما البعض، كتبت "اعتماد": "المفاوضات في طريق ذات اتجاه واحد"، ونوهت إلى أن إيران والترويكا الأوروبية كل منهما يتهم الآخر بالتقصير في بطئ سير المفاوضات.
وقال المحلل السياسي محمد صادق جوادي حصار لصحيفة "ستاره صبح" بأن المفاوضين في فيينا غير جادين، وأن الطرفين الإيراني والأوروبي لا يزالان حتى الآن في مرحلة تقييم مواقف الطرف الآخر.
أما صحيفة "كيهان" الأصولية فقد اتهمت الغرب و"المستغربين" بأنهم يحاولون تصوير إيران بأنها المسؤولة عن سير المفاوضات البطيء والغامض.
و"المستغربون" هو وصف تطلقه الصحيفة المقربة من المرشد علي خامنئي على كل من يدعو إلى ضرورة إنهاء العزلة الدولية التي تعيشها إيران، من خلال التوصل إلى اتفاق نهائي مع الغرب والولايات المتحدة، وتعتبر الصحيفة هؤلاء الأطراف بأنهم أياد أميركية في الداخل الإيراني، وكثيرا ما تطالب السلطات بضرورة التعامل معهم بصرامة وشدة.
وتعليقًا على احتجاجات المعلمين العامة، كتبت صحيفة كيهان: "الغرض الرئيسي من التحريض على التجمعات والاحتجاجات تحت غطاء المطالب للنقابات المختلفة، الحقة في الغالب، هو ضرب الشعب الإيراني نفسه".
"أزمة شح الدواء" هي من المواضيع الأخرى التي أثارت اهتمام الصحف الإيرانية فكتبت "آفتاب يزد" في عنوانها الرئيس: "انعكاس شح الدواء.. مَن المتهم؟ العقوبات أم المافيا؟"، أما مانشيت "ابتكار" فكان: "السوق غير المستقر للدواء"، وذكرت أن جميع الفئات العمرية والشرائح المجتمعية التي تحتاج إلى الدواء تواجه أزمة وصعوبة في الحصول عليه بسبب شحه وفراغ الصيدليات منه.
أما موضوع "ميزانية العام القادم" فلا يزال حديثا ساخنا للصحف الإيرانية، التي انقسمت ما بين مؤيد ومعارض لهذه الميزانية، حيث ترى الصحف المعارضة أن شكل الميزانية هذا سيضاعف من حجم البطالة والتمييز، كما أنها تستبعد إمكانية تفعيل هذه الميزانية على أرض الواقع دون التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.
الصحف الموالية للحكومة ترى أن هذه الميزانية هي "المنقذ" للاقتصاد الإيراني الذي يتطلب إجراء عملية جراحية موسعة، مبررة ما قد يتحمله المواطنون من ضغوط اقتصادية في العام القادم، وتؤكد أنها ميزانية لابد منها في هذه المرحلة الصعبة.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"إيران": فروق بين الوفد الإيراني الحالي ووفد حكومة روحاني
وجهت صحيفة "إيران" الحكومية نقدا لأداء حكومة روحاني ووفدها التفاوضي، محاولة الدفاع عن أداء الوفد الحالي الذي يمثل طهران في فيينا، حيث ذكرت أن من الفروق الأساسية بين الوفد الحالي والوفد السابق هي أن الوفد الجديد لم يسمح بأي شكل من الأشكال للولايات المتحدة الأميركية بإدخال قضايا خارجة عن الاتفاق النووي ضمن مباحثات فيينا، في حين كانت واشنطن تتابع بجدية القضايا الأخرى وتحاول طرحها في طاولة المفاوضات في عهد حكومة روحاني، لكن الوفد الإيراني الحالي لا يسمح لواشنطن بتحقيق استراتيجياتها الأساسية المتمثلة بالوصول إلى اتفاقيات أخرى على غرار الاتفاق النووي.
كما ذكرت الصحيفة أن الوفد التفاوضي الحالي لإيران يحاول إصلاح تقصير الوفد السابق المتمثل بعدم تنظيم الاتفاق النووي، وتجاهل انتهاكات الولايات المتحدة الأميركية لتعهداتها، موضحة أن الوفد الحالي يعمل على إجبار واشنطن على الوفاء بما تعهدت به.
"خراسان": إيراني واحد من بين كل 3 إيرانيين يرغب في الهجرة من البلاد
كتبت صحيفة "خراسان" الأصولية في تقرير لها عن رغبة الإيرانيين في الهجرة ومغادرة البلاد للعيش في الخارج، وقالت إن من بين كل ثلاثة إيرانيين هناك إيراني واحد يرغب في الهجرة لو أتيحت لو الفرصة، حيث إن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز "كيو" للإحصاء أظهر أن 33 في المائة من الإيرانيين يرغبون في الهجرة إما بشكل مؤقت أو دائم.
وتحاول الصحيفة قدر الإمكان التقليل من حجم الأزمة، حيث تؤكد تقارير أخرى أن نسبة عالية ربما تتجاوز 70 في المائة من الإيرانيين لا سيما الشباب منهم يرغبون في مغادرة البلاد؛ بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية.
كما ذكرت الصحيفة في تقريرها أن 80 في المائة من هؤلاء الذين يرغبون في الهجرة من البلاد؛ تشكل العوامل الاقتصادية السبب الرئيس في قرارهم هذا.
"ستاره صبح": النمو الاقتصادي في العام القادم حلم أم واقع؟
قال الخبير الاقتصادي، مهدي بازوكي، لصحيفة "ستاره صبح" إن ميزانية العام الإيراني القادم قد صيغت بنظرة تفاؤلية إزاء مستقبل المفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، منوها إلى أن توقعات الحكومة بحصول نمو اقتصادي بنسبة 8 في المائة في العام القادم هي توقعات غير واقعية، ولا يمكن لها أن تتحقق على أرض الواقع.
وذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن تحقيق هذا النمو هو حلم لا يتحقق، اللهم إلا إذا استطاعت إيران الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية حيث يترتب عليه حدوث أمرين: الأول هو تحرير 50 إلى 60 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، والثاني السماح لطهران ببيع النفط ومشتقاته، الأمر الذي يساعد على دخول العملات الأجنبية إلى الاقتصاد الإيراني.