وقالت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إن الأشخاص الثلاثة اعتُقلوا في قضايا منفصلة، لكنها مترابطة، وقد وُجّهت إليهم لوائح اتهام رسمية بتهمة التجسس لصالح إيران.
وبحسب التفاصيل المنشورة، فإن الشبكة الإيرانية كانت تهدف إلى الوصول إلى سلاح الجو الإسرائيلي، وجمع معلومات ميدانية عن مدن وقواعد عسكرية.
وفي القضية الأولى، تم اعتقال رافائيل روبيني، وهو جندي يبلغ من العمر 21 عامًا في سلاح الجو، الشهر الماضي، خلال عملية مشتركة بين "الشاباك" والشرطة.
وتشير التحقيقات إلى أنه كان على تواصل خلال الأسابيع الأخيرة مع عناصر استخبارات إيرانية، ونفّذ عدة مهام، منها إرسال صور لمواقع مختلفة داخل المدينة، وإخفاء هاتف وجعبة سجائر، واستلام شريحة هاتف من مواقع محددة مسبقًا، بالإضافة إلى نقل سلاح كان قد خُبّئ له في مكان معين.
ويقول "الشاباك" إن روبيني كان يعرف تمامًا أنه يعمل بتوجيه من إيران، وكان مدركًا أن أفعاله قد تُعرّض أمن إسرائيل للخطر. وقد وُجّهت إليه لائحة اتهام ثقيلة تتضمن عدة بنود أمنية خطيرة، مقابل حصوله على مبالغ كبيرة من الأموال الرقمية.
كما أعلنت السلطات الأمنية أنه في قضية منفصلة، تم اعتقال رجل يبلغ من العمر 27 عامًا يُدعى شمعون أزرزار، إضافة إلى زوجته التي تخدم في سلاح الجو.
ووفق "الشاباك"، فإن أزرزار جمع معلومات شخصية وعسكرية عبر اطلاع غير مباشر على معلومات كانت بحوزة زوجته، وذلك بتوجيه من عناصر استخبارات تابعة لإيران.
وأضاف "الشاباك" أن نمط العمل الإيراني بات واضحًا: استهداف أشخاص معرّضين للتجنيد، التواصل معهم عبر شبكات التواصل أو تطبيقات الرسائل، ثم تكليفهم بمهام صغيرة ذات طابع عملي، قد تتطور لاحقًا إلى عمليات أكثر تعقيدًا.
وتقول السلطات الأمنية الإسرائيلية إن هذه القضايا تظهر أن إيران تنفذ جهودًا منظمة لاختراق سلاح الجو والبنى العسكرية الإسرائيلية، وهو الجهاز الذي لعب دورًا رئيسًا في استهداف مواقع إيرانية وحلفاء طهران في السنوات الأخيرة.
وخلال الأشهر التي تلت الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا، اعتقلت إسرائيل عدة أشخاص في قضايا مشابهة.
وتشير التقارير إلى أن إيران نجحت، خلال العامين الماضيين، عبر شبكات التواصل، خصوصًا "تلغرام"، في استقطاب عدد من المدنيين الإسرائيليين لتنفيذ مهام استخباراتية وأحيانًا المشاركة في مخططات اغتيال. وقد أدى تزايد أعداد المعتقلين في هذه القضايا إلى تخصيص قسم جديد لهم في سجن دامون بمدينة حيفا الإسرائيلية.