وقال غروسي، يوم الأربعاء 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، دون الإشارة إلى تفاصيل قضية جليليان، ردًا على سؤال مراسل "إيران إنترناشيونال"، أحمد صمدي: "المحامون يتابعون هذه القضية. نحن ندرس القوانين الجنائية في إيران. لذلك لا يجب أن نربط بين هذه القضية ومسألة التحقق من برنامج طهران النووي".
وأضاف: "هذه القضية تعود إلى نحو عامين. هو أحد موظفينا، وعلينا الاهتمام بمسائله القانونية وبعائلته".
وكانت سعيدة وارسته، زوجة جليليان، قد أعلنت في 23 أكتوبر (تشرين الثاني) في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" أن هذا العالِم النووي الإيراني، حُكم عليه بالسجن 10 سنوات من قِبل القاضي أبو القاسم صلواتي، رئيس الفرع 15 لمحكمة الثورة بطهران، ودون السماح له بتوكيل محامٍ يختاره، بتهمة "التجسس لصالح بريطانيا".
وقالت وارسته إن زوجها سافر في أغسطس (آب) 2024 مع عائلته إلى طهران لعيادة والدته، وخلال تلك الزيارة تم اعتقاله على يد قوات النظام الإيراني، وبعد أشهر من انقطاع الأخبار عنه صدر بحقه حكم بالسجن 10 سنوات.
وأضافت حينها أن عائلة جليليان تواصلت مع غروسي ومسؤولين آخرين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل العمل على إطلاق سراحه، لكن دون نتيجة حتى الآن، وقالت: "حتى ممثل الأمم المتحدة في طهران طلب مرتين لقاء جليليان، لكن السلطات القضائية والأمنية رفضت ذلك".
وبحسب قول وارسته، فإن جليليان حضر قبل أيام قليلة من اعتقاله اجتماعًا مع الرئيس السابق لمعهد العلوم والتقنيات النووية الإيراني، أمير حسين فقهی، وهو أحد الذين قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية على إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وأضافت: "قال لي إنه تحت ضغط شديد من قوات الأمن. وفي 8 نوفمبر الجاري، ذهب خمسة عناصر معه إلى منزل والدته وصادروا أغراضه الشخصية. وبعد ذلك لم نعد نعلم أي شيء عن مكان احتجازه".
ولمتابعة القضية، لجأت عائلة جليليان إلى عدد من المسؤولين في الحكومة، بينهم رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، والرئيس السابق للمنظمة، علي أكبر صالحي، ورئيس جهاز الحراسة في المعهد، لكن جميعهم اكتفوا بقول جملة واحدة: "اصبروا وادعوا".
ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه النظام الإيراني، خلال الأشهر الأخيرة، انتقادات واسعة من المؤسسات الدولية والناشطين الحقوقيين بسبب الاعتقالات التعسفية والقضايا ذات الطابع السياسي- الأمني.
وقد اعتقل النظام الإيراني، خصوصًا بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، عددًا كبيرًا من المواطنين بتهم "التجسس" و"التعاون" مع إسرائيل، وحاكم بعضهم وأعدم آخرين.
جليليان.. عالم نووي بخبرة دولية
يُعدّ جليليان من الأسماء المعروفة في مجال العلوم والتقنيات النووية، وهو من الباحثين السابقين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التحق بجامعة طهران عام 1990 لدراسة الصيدلة، وبعد حصوله على دكتوراه الصيدلة تابع تخصّصه في مجال الراديوأدوية، وهو تخصص يلعب دورًا مهمًا في علاج أمراض السرطان المتقدمة.
وفي عام 2013 انضم إلى معهد العلوم والتقنيات النووية التابع لمنظمة الطاقة الذرية في إيران، حيث عمل عضوًا في الهيئة العلمية وباحثًا.
كما أصبح لاحقًا المدير التنفيذي للمشروع الوطني للراديوأدوية في إيران، وهو مشروع أساسي لإنتاج الراديوأدوية داخليًا لتلبية احتياجات المرضى المصابين بالسرطان.
ومع تأكيد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميًا اعتقال جليليان، قد تتحول قضيته إلى اختبار جديد لكيفية تعامل النظام الإيراني مع المتخصصين، الذين لهم تعاون دولي، وكذلك لمدى قدرة المؤسسات الدولية على حماية المواطنين المعتقلين.