وكتب موقع "ديفنس لاين": "إنّ الحوثيين يواجهون الآن أزمة في الخيارات والأولويات، وفي وقت لا يمنحهم الوضع الإقليمي مجالاً واسعًا للمناورة، ازدادت أيضًا تحدياتهم الداخلية".
وأضاف الموقع أن "خبراء الحرس الثوري وحزب الله الذين يحضرون بصفة معاونين جهاديين لدى الحوثيين لا يملؤون هذا الفراغ الاستراتيجي، ووضع الحوثيين يعكس في الأساس حالة الارتباك الموجودة في طهران، وفي القيادة العليا للحرس الثوري وكل ما يُسمّى محور المقاومة".
ووفقًا لما نقله موقع "ديفنس لاين"، عما سماه "معلومات من مصادر متعددة"، فقد اضطرت السلطات في إيران إلى إعادة شهلائي، الذي استُدعي إلى طهران، بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي شنّته حماس على إسرائيل، إلى صنعاء مرة أخرى.
ويُذكر أن شهلائي يخضع لعقوبات أميركية، وقد خصّصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تتعلق بأنشطته المالية وشبكاته ومساعديه.
وفي يناير (كانون الثاني) 2022، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية، في مقابلة خاصة مع "إيران إنترناشيونال"، إنّ المكافأة التي أعلنتها الحكومة الأميركية لاعتقال هذا القائد الكبير في الحرس الثوري ما زالت قائمة.
من هو شهلائي؟
وفق المعلومات التي قدّمها مسؤولون أميركيون، فإنّ شهلائي يقف على رأس شبكة قيادة الحرس الثوري في اليمن.
ويُعدّ واحدًا من أكثر قادة الحرس غموضًا، وقد ذكرت "إيران إنترناشيونال" في مارس (آذار) الماضي، أنّ إيران حتى الآن لم تؤكد ولم تنفِ وجود مثل هذا الشخص.
وكانت وكالة "رويترز" قد كتبت سابقًا أنّه بالتزامن مع الهجوم الأميركي بطائرة مسيّرة على سيارة قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري، قاسم سليماني، وقائد الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في بغداد، فإن ترامب أصدر أيضاً أمرًا باستهداف شهلائي أيضًا.
وفي تلك الليلة، تعرّضت سيارة شهلائي في اليمن لهجوم، لكنه نجا منه.
وبعد تعيين حسن إيرلو سفيرًا لإيران في اليمن، والذي توفي لاحقًا بسبب المرض، ظهرت تكهنات تقول إنّ إيرلو هو نفسه شهلائي، لكن المسؤولين الأميركيين نفوا هذه الادعاءات، وأكدوا أنّ شهلائي ما زال على قيد الحياة.
محاولة النظام الإيراني تعزيز نفوذه على الحوثيين
نقل موقع "واي نت" الإسرائيلي الخبر نفسه، وقال إنّ إيران، بعد وقف إطلاق النار في غزة وازدياد التحديات لدى حلفائها الإقليميين، تسعى إلى تعزيز نفوذها على الحوثيين في اليمن.
وبحسب هذا التقرير، يواجه الحوثيون تزايد الغضب الداخلي، وتراجع الدعم الشعبي، وارتباكًا في مستوى القيادة. كما أنّ الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، يفتقر إلى الكاريزما والقدرة الاستراتيجية اللازمة لملء مكانه.
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن مصادر سياسية يمنية رفيعة، أنّ إيران تعمل على زيادة دعمها العسكري والأمني للحوثيين لتعويض تراجع نفوذها في مناطق أخرى من الإقليم.
وقالت مصادر للصحيفة إنّ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة كشفت نقاط ضعف خطيرة في الهيكل الأمني للحوثيين، مما أضعف صورتهم أكثر أمام مؤيديهم والرأي العام اليمني.