وجاء في المقال الذي نُشر اليوم السبت 15 نوفمبر (تشرين الثاني) أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة ثلاثة مواقع نووية في إيران "أرسل رسالة ردع مفيدة لأعداء الولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة: "ومع ذلك، تذكّر التطورات الأخيرة أن أي حملة عسكرية لا يمكن أن توقف بشكل دائم مساعي إيران للحصول على سلاح نووي".
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، أقلعت سبع قاذفات "B-2" ضمن عملية "مطرقة منتصف الليل" من قاعدة وايتمان الأميركية باتجاه إيران، واستهدفت منشآت نووية تابعة للنظام الإيراني.
ومنذ ذلك الحين، يكرر ترامب أن العملية كانت ناجحة وأن تلك المنشآت "دُمّرت".
وفي وقت سابق، قال أحد قادة الجيش الأميركي إن 4 آلاف فرد شاركوا في دعم وتنفيذ عملية قاذفات "B-2" ضد إيران.
لكن "واشنطن بوست" أوضحت أنه رغم إصرار ترامب على أن الهجمات دمّرت البرنامج النووي بالكامل، فإن القصف "لم يفعل سوى تأخير برنامج إيران، وشراء الوقت لإدارة ترامب".
وأشارت كذلك إلى أن "أفضل طريق للمضي قدمًا هو الإبقاء على تهديد حقيقي باستخدام القوة ضد النظام الإيراني، مع استمرار الضغط الاقتصادي الصارم، بالتوازي مع إرسال إشارة استعداد للتفاوض".
وفي الأسابيع الماضية، تصاعدت التكهنات بشأن البرنامجين النووي والصاروخي لإيران واحتمال مواجهة عسكرية بينها وبين الغرب.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ذكرت شبكة "سي إن إن" أنه رغم عودة عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر بيع الأسلحة والمواد الصاروخية لإيران، فإن طهران تعيد بناء برنامجها الصاروخي بمساعدة الصين.
وبحسب التقرير، أرسلت الصين إلى بندرعباس نحو 2000 طن من مادة "بركلورات الصوديوم"- المكوّن الأساسي لوقود الصواريخ ذات الدفع الصلب- بعد انتهاء الحرب الأخيرة.
وقالت "واشنطن بوست" في هذا السياق: "على الصين أن تدرك أن بيع الأسلحة المتطورة لإيران سيُحدث اضطرابًا في علاقاتها ليس فقط مع إسرائيل والولايات المتحدة، وإنما أيضًا مع الدول الخليجية".
وأضافت: "في ظل انشغال روسيا في أوكرانيا، تتحرك الصين لتوسيع نفوذها في إيران. وتسعى طهران لمقايضة نفطها مقابل بطاريات صواريخ أرض–جو ورادارات بعيدة المدى ومقاتلات صينية. وهذا قد يعزز نظامًا إيرانيًا مترنحًا ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة".
كما ذكرت إحدى الشركات الأمنية البحرية أن إيران تحصل من الصين على قطع صواريخ وطائرات مسيّرة مقابل النفط.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر أن المشكلة في الملف النووي الإيراني ما تزال مستمرة، لأن "النظام الإيراني يمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى المواقع التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل قبل خمسة أشهر".
وأكدت الصحيفة: "اندلاع حرب جديدة ليس أمرًا حتميًا، لكن تجنبها يتطلب الاعتراف بأن المشكلة لم تُحلّ بعد، وأن الحل الوحيد هو الدبلوماسية المصحوبة بتهديد جدي باستخدام القوة".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت "نيويورك تايمز" تقريرًا تحليليًا قالت فيه إنه مع غياب المفاوضات وآليات الرقابة والشفافية على مخزون إيران من المواد النووية، تتزايد المخاوف في المنطقة من احتمال نشوب حرب أخرى بين إيران وإسرائيل.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ألحق مزيدًا من الضرر بالاقتصاد الإيراني المتداعي.
وتطرقت الصحيفة إلى تراجع قيمة العملة المحلية، وإغلاق الأعمال التجارية، وتسريح الموظفين، إضافة إلى "جفاف غير مسبوق ناجم عن عقود من سوء الإدارة"، وقالت إن "هذا البؤس قد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات شعبية".
كما لفتت الصحيفة إلى سياسة النظام الداخلية، قائلة إن السلطات الدينية "تحاول تخفيف بعض الضغوط، على سبيل المثال عبر التعامل الأكثر مرونة مع قضية الحجاب أو التغاضي عن قيادة النساء للدراجات النارية".
لكنها أكدت أن هذه الإشارات "لا تخفي حقيقة استمرار القمع الدموي للمعارضين".
وقبل أيام، ذكرت وكالة "رويترز" أنه رغم ظهور بوادر لانخفاض القيود الاجتماعية في بعض المدن الإيرانية، فإن النظام يوسّع في الوقت نفسه نطاق القمع السياسي.