وفي رسالةٍ موجهة إلى وزير الخارجية الأميركي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أكّد النائبان أن هذه الشحنات "مؤثرة في مساعي طهران نحو إعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في صيف عام 2024".
وأضافا: "إن دعم بكين لإعادة تسليح طهران أمر مقلق للغاية، وهو مثال آخر على استعداد الحزب الشيوعي الصيني لتشجيع العدوان المستبد من أوروبا إلى الشرق الأوسط".
وقد جاء هذا الطلب بعد تقريرٍ نشرته شبكة "CNN" في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، كشف عن إرسال عدة شحنات من "بيركلورات الصوديوم"- المادة الأساسية في تصنيع وقود الصواريخ- من الصين إلى إيران منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي مايو (أيار) 2025، وقع انفجار ضخم في ميناء رجائي، وأظهرت التحليلات الأولية للتفجير تشابهاً كبيراً مع انفجار مرفأ بيروت عام 2020. وقد دفع ذلك الخبراء إلى الاعتقاد بأن السبب المحتمل هو اشتعال مواد كيميائية تُستخدم في صناعة الصواريخ.
لكنّ السلطات الإيرانية نفت منذ البداية أي علاقة بين الانفجار ووقود الصواريخ. وبعد ثلاثة أشهر، تبيّن أن الشحنة التي تسببت في الانفجار كانت تابعة لجهة عسكرية.
دعم بكين يعزز التهديد الإيراني لجيرانه
أوضح النائبان الأميركيان في رسالتهما أن دعم الصين لا يرفع فقط من مستوى التهديد الإيراني لجيرانه، بل يساعد أيضاً روسيا والميليشيات الموالية لإيران مثل الحوثيين، الذين كانت طهران قد دعمت برامجهم الصاروخية سابقاً.
وأشارا إلى أن هذه الشحنات تنتهك العقوبات التي أعادها مجلس الأمن الدولي في سبتمبر 2025، والتي تحظر أي دعم دولي لبرنامج إيران الصاروخي أو تطوير أنظمة لإيصال الأسلحة النووية.
وفي هذا السياق، فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 عقوبات على 32 شخصاً وكياناً في إيران والإمارات وتركيا والصين وهونغ كونغ والهند وألمانيا وأوكرانيا، بسبب أنشطتهم في شبكات التوريد المرتبطة بإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في أبريل (نيسان) 2025 عن عقوبات ضد 12 شخصاً وكياناً في إيران والصين لدورهم في توفير مواد تُستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الباليستية للحرس الثوري الإيراني.
وطالب النائبان الحكومة الأميركية بتوضيح الخطوات التي تتخذها للتصدي لاستمرار دعم جمهورية الصين الشعبية لبرنامج إيران الباليستي.
مواقع إنتاج الصواريخ هدف رئيسي لإسرائيل
وفي شهر يونيو (حزيران) 2025، قبل إعلان وقف إطلاق النار بفترة وجيزة، استهدفت إسرائيل موقعاً استراتيجياً للحرس الثوري في صحراء شاهرود بمحافظة سمنان. وكان الموقع يُستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ، ويحتوي على خلاطات كوكبية ضخمة.
وقد سبق لإسرائيل أن استهدفت هذا الموقع في نوفمبر 2024 ضمن سلسلة من الهجمات الجوية.
كما كانت منشآت تصنيع الصواريخ من بين الأهداف الرئيسية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. أحد هذه المواقع كان شمال مدينة كرمسار في محافظة سمنان، وقد تعرض لضربة إسرائيلية في يونيو 2025.