وأضافت الصحيفة، في مقال نُشر يوم الثلاثاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن قتل أو اعتقال أو إقصاء خامنئي أو تنحيه بمفرده "لن يكون حتى قريبًا من إسقاط النظام" ومن الممكن أن يصعّب الأمر بسبب ردود الفعل داخل إيران؛ بينما إذا مات خامنئي طبيعيًا، فقد تنشأ الفوضى والتنافس بين الفصائل المتنافسة من تلقاء نفسها.
وأوضحت: "بالنظر إلى قوات التعبئة، والتحكم بالإنترنت، والنفوذ العميق للحرس الثوري في كل المجالات السياسية والاقتصادية في إيران، سيكون من الصعب للغاية إسقاط هذا النظام، دون مزيج من حركة احتجاجية واسعة النطاق وعلى الأقل قائد عسكري رفيع المستوى قادر على تنظيم قواته خلف المحتجين وضد قوات التعبئة".
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، في خطاب ألقاه، خلال جلسة علنية للبرلمان الإيراني، يوم الثلاثاء 11 نوفمبر، إنه خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، كان قلقًا من أن يصاب خامنئي لأنه كان يعتقد أنه إذا قُتل "المرشد" في هجوم إسرائيلي فستنشب صراعات داخل السلطة، ولن تكون هناك حاجة لهجوم إسرائيلي آخر.
وأضاف: "عمود الخيمة للثورة هو المرشد. قد نختلف معًا، لكن هناك من يقول بشأن الخلافات هذا لا أو ذاك لا. انتهى الأمر وذهب".
وبحسب قول بزشکیان، فإن الساحة السياسية في إيران لم تتعلم بعد "فن الحوار مع بعضهم البعض" وبدلاً من النقاش يسهل عليهم إدانة بعضهم البعض واتهامهم.
وقال إن وجود مرشد للنظام الإيراني هو العامل الرئيس في منع الانقسام والأزمة الداخلية في مثل هذه الظروف.
الموت بآلاف الجراح
استطردت "جيروزاليم بوست" أنه خلال فترة رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، في إسرائيل، أطلقت الحكومة والجيش والموساد عشرات العمليات في إيران أُطلق عليها بشكل غير رسمي اسم "الموت بآلاف الجراح"، لاستخدام بعض التقنيات طويلة المدى نفسها التي استخدمتها أميركا لإضعاف الاتحاد السوفييتي، من أجل إضعاف النظام الإيراني.
وأشار التحليل إلى أنه ليس خامنئي فقط من يجب إضعافه، بل الحرس الثوري- بكل أجزائه- ينبغي أن يُضعف ويُستبدل بقوى محلية طبيعية أخرى في إيران، حتى يصبح إسقاط النظام "بمعنى إزالة كل المكونات التي تكن عداءً شديدًا لإسرائيل والغرب" ممكنًا.
وفي الأشهر الماضية، صدرت عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين تصريحات تهدد المرشد الإيراني بالموت.
وردًا على تهديدات إسرائيل بقتل خامنئي، شدد الأخير في رسالة من مخبئه نشرت في وسائل الإعلام الإيرانية، في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي على مواصلة القتال حتى الموت، ووصف "الشهادة" بأنها ثمن "الجهاد".
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، في 15 سبتمبر الماضي، بأنه في جلسة عُقدت مساء 12 يونيو (حزيران) الماضي، بحضور مسؤولين حكوميين وعسكريين إسرائيليين، طُرح البحث عن فرصة لقتل خامنئي، وزعزعة النظام الإيراني.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 17 يونيو الماضي، أنه على علم بمكان اختباء خامنئي، لكنه لا يعتزم قتله، "في الوقت الحالي".
وقال رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في 16 يونيو الماضي أيضًا، حول احتمال استهداف المرشد الإيراني، علي خامنئي، لقناة "إيران إنترناشيونال": "لن أدخل في التفاصيل حتى يبقى كل شيء مفتوحًا".