وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد حذّر من أزمة مائية خطيرة، في وقت سابق، مما قد يستدعي تقنين المياه أو حتى إخلاء العاصمة طهران. وفي هذا السياق، اقترح خبير المياه، داريوش مختاري، بحسب صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، قطع إمدادات المياه عن الوحدات السكنية الفارغة أو قليلة السكان كبديل عن إخلاء طهران، وتطبيق هذا القرار بشكل عاجل لتجنب تفاقم الأزمة.
وأكد سكرتير تحرير صحيفة "آكاه" الأصولية، رضا ظریفي، أن توفير المياه في القطاع المنزلي وحده ليس كافيًا لتجاوز الأزمة، التي تعود جذورها إلى الزراعة التقليدية والاستهلاك المفرط للمياه، فالحل يكمن في إصلاحات شاملة بقطاع الزراعة وإدارة المياه بشكل استراتيجي.
وتساءلت الكاتبة بصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، مستوره برادران نصیري، عن عدم تنفيذ الوعود البيئية وتوجهات الحكومة لمواجهة الأزمات البيئية، مشيرة إلى التحذيرات السابقة بشأن جفاف بحيرة أرومية وتأثيراتها".
وسياسيًا، حذرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية من تحويل البرلمان إلى ساحة صراع حزبي، مشيرة إلى ضرورة التزام النواب بالعقلانية والحفاظ على المصلحة الوطنية. كما أكدت أن تسييس المنبر النيابي يهدد الانسجام الداخلي، ويضعف فاعلية المجلس في إدارة الأزمات.
ونبهت افتتاحية صحيفة "جمهوري إسلامي" الأصولية، المسؤولين إلى خطورة الانقسامات الداخلية والفساد الاقتصادي، مثل تفشي الرشوة والمحسوبية، وغيرها؛ لأن هذه المشاكل تضر بمصالح الشعب، وتخلق أزمة داخلية يصعب التعامل معها.
ودبلوماسيًا، انتقد رئيس لجنة الطاقة النووية في البرلمان الإيراني، إبراهيم كارخانهای، في مقال بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تجاهل فريق المفاوضات الإيراني قرارات البرلمان؛ ما أدى إلى تنازلات كبيرة في حقوق طهران النووية.
وفي المقابل أثنى الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، ألبرت بغزيان، في حوار مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، على تحركات إيران الدبلوماسية الأخيرة، رغم التوترات السياسية، موضحًا صعوبة إدانة إسرائيل أو المطالبة بتعويضات.
ويرى خبير السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، علي بيكدلي، بحسب صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، أنه لا بديل لإيران وأميركا عن العودة إلى المفاوضات، منتقدًا فوضى السياسة الخارجية الإيرانية، وشدد على ضرورة السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة لتفتيش المنشآت الإيرانية.
وفي الشأن الاجتماعي، ربطت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية، الزواج المبكر في بعض المناطق بالعوامل الاقتصادية والثقافية، وحذرت من عواقبه الخطيرة على صحة الفتيات النفسية والاجتماعية، وسط تجاهل حكومي مما يفاقم المشكلة.
وفي حوار إلى صحيفة "روزكار" الأصولية، أكدت الأخصائية الاجتماعية، سيمين كاظمي، تداخل عوامل مثل الفقر، عدم المساواة، العادات الثقافية، والفهم المحافظ للدِّين في مسألة الزواج المبكر.
واقتصاديًا، قال رئيس البنك المركزي الإيراني الأسبق، ولي الله سيف، في حوار إلى صحيفة "دنياي اقتصاد" الأصولية: "إن اقتصاد إيران وصل إلى مرحلة لا يمكن فيها استمرار الوضع الراهن؛ حيث أصبح النظام متعدد الأسعار محركًا للفساد وانعدام الثقة".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملی": القرارات السياسية أوصلت إيران إلى حافة العطش
حذّر الخبير البيئي والأستاذ الجامعي، إسماعیل كهرم، في حوار مع صحيفة "آرمان ملی" الإصلاحية، من أن أزمة المياه في إيران لم تعد مجرد مشكلة موسمية، بل أصبحت كارثة استراتيجية تهدد حياة المجتمع ومستقبل البلاد، مشيرًا إلى أن السبب الرئيس هو تسييس القرارات البيئية وغياب الإدارة العلمية الرشيدة.
وأوضح أن "تصريحات الرئيس الإيراني بشأن توزيع المياه بنظام الحصص تكشف عن عمق الأزمة؛ حيث أدى التوسع في بناء السدود وجفاف الأنهار إلى نقص المياه، وزاد سوء التخطيط الزراعي من تفاقم الأزمة، وكذلك حفر الآبار العشوائية، التي أسهمت في استنزاف المياه الجوفية، وتفاقم الظواهر البيئية السلبية".
وانتقد تهميش النشطاء البيئيين في مؤسسات صنع القرار، مؤكدًا أن "معظم القرارات البيئية تُتخذ وفق التوجهات السياسية بدلاً من الأسس العلمية. لا بد من إشراك المجتمع في إدارة الموارد الطبيعية لحماية الماء والتربة والغابات، التي أصبحت أساسًا لبقاء الحياة في إيران".
"جوان": العطش من الإدارة وليس من السماء!!
سلطت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، الضوء على أخطر موجة جفاف تشهدها إيران منذ ستين عامًا، وهاجمت بشدة ما وصفته بـ "الإدارة العطشى"، التي تتعامل مع أزمة المياه بـ "عقلية ترقيعية" بدلاً من التخطيط الطويل الأمد.
ووصفت الصحيفة تعليق الأزمة على شماعة المناخ أو الناس بالتضليل السياسي، وأكدت أن "السبب الحقيقي هو سوء إدارة الموارد، إذ يُهدر أكثر من 30 في المائة من المياه في الشبكات القديمة والمتشققة، فيما لا تتجاوز حصة مياه الشرب 6 في المائة من إجمالي الاستهلاك. فلماذا لم تفكر وزارة الطاقة بتجديد الأنابيب وتعليم الناس ثقافة الترشيد؟".
وتابعت:" الجفاف ليس قدَرًا سماويًا، بل نتيجة عقود من الإدارة المرتبكة التي لم تُصلح أنابيبها المتهالكة ولا تفكيرها المائي، واستمرار هذا النهج سيحيل طهران إلى مدينة بلا ماء ولا إدارة".
"قدس": "آلية الزناد" فقدت مفعولها أمام براميل النفط الإيراني
هاجم تقرير لصحيفة "قدس" الأصولية محاولات الغرب تفعيل "آلية الزناد" لإعادة العقوبات على إيران، معتبرة أن هذه الخطوة تكشف عن إفلاس الغرب في التعامل مع طهران.
وانتقد التقرير الازدواجية الغربية، وتلويح الدول الأوروبية بالعقوبات، بينما تستورد الطاقة بطرق غير مباشرة، وتغض الطرف عن تدفق النفط الإيراني للأسواق الآسيوية.
وأضاف: "تعكس أحدث إحصاءات المراكز البحثية الغربية فشل سياسة الضغط، إذ بلغت صادرات النفط الإيراني أكثر من 2.1 مليون برميل يوميًا، معظمها إلى الصين، ما يعني أن العقوبات لم تعد سوى أداة رمزية بلا تأثير".
وخلص التقرير إلى أن "الغرب يصر على رفع العصا المكسورة في وجه إيران، فيما تواصل الأخيرة شق طريقها النفطي بثبات، متجاوزة الموانع القانونية والسياسية التي صنعها خصومها بأيديهم".