وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقريرها الصادر يوم الجمعة 7 نوفمبر، أن إيران تستغلّ المجتمعات الشيعية، وضعف الأجهزة الأمنية المحلية، وشبكة من المراكز الدينية والدعائية لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، مؤكدةً أنه ما دامت "الحسابات المفتوحة" بين طهران وتل أبيب لم تُغلق بعد، فإن وقوع هجمات مشابهة في المستقبل أمر لا مفرّ منه.
وأضافت الصحيفة أن إيران تستهدف منذ سنوات المصالح الإسرائيلية واليهودية في مختلف أنحاء العالم، في محاولة منها لـ"تحقيق التوازن في المعادلة"، وفق تعبيرها، وأن هذا الأسلوب يمثّل نمطًا ثابتًا اعتمد عليه الحرس الثوري الإيراني طوال العقود الماضية.
وتُعد محاولة اغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك أحدث فصل في هذه الحملة الانتقامية التي تصاعدت وتيرتها بعد حرب غزة الأخيرة.
وخلال العام الماضي، تم الكشف عن خلايا مرتبطة بإيران وحزب الله في دول عدّة، منها اليونان وألمانيا ودول شمال أوروبا وأستراليا. كما كُشف في بيرو والبرازيل عن شبكات كانت تخطّط لاغتيال السفير الإسرائيلي في برازيليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفاصيل العملية الفاشلة في المكسيك لم تتضح بعد، لكنها أوضحت أن طهران- وفق نمطها المعتاد- غالبًا ما تستخدم وكلاء أو عصابات إجرامية محلية لإخفاء دورها المباشر، وهو الأسلوب الذي ربما أدّى هذه المرة إلى كشف المخطط.
وبحسب "إسرائيل هيوم"، تُعد أمريكا اللاتينية بيئة مناسبة لنشاط إيران بسبب ضعف الهياكل الأمنية هناك، وانشغال القوات المحلية بمكافحة تهريب المخدرات وأزمة الهجرة. كما أن وجود مجتمعات شيعية في دول مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا يوفّر لإيران أرضية للنفوذ الديني والسياسي.
وتُعد فنزويلا، في ظل حكم نيكولاس مادورو، القاعدة الرئيسية لعمليات إيران في القارة، وتؤدي دور الدعم اللوجستي لطهران.
إلا أن نفوذ إيران- بحسب الصحيفة- واجه تحديات خلال العام الماضي، إذ لطالما أقامت علاقات وثيقة مع الحكومات اليسارية المناهضة لواشنطن، مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وتشيلي وكولومبيا والبرازيل، لكن التحولات السياسية الأخيرة في المنطقة، ومنها فوز اليمين في بوليفيا، أضعفت موقع طهران.
كما أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا قد يعرّض القاعدة الاستراتيجية الإيرانية على سواحل الكاريبي للخطر.
وأضافت الصحيفة أن الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على نظام مادورو فاقمت الصعوبات الإيرانية في أمريكا الجنوبية، لأن مادورو يُعد أهم حليف لإيران في تلك المنطقة، وسقوط نظامه قد يحرم طهران من قدرتها على تهديد واشنطن في "حديقتها الخلفية".
واختتمت "إسرائيل هيوم" تقريرها بالقول إن محاولة اغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك أظهرت أن طهران لا تزال تستخدم أمريكا الجنوبية كمنصة لعملياتها الإرهابية، وأن الحاجة إلى تحرك منسّق من دول المنطقة والمجتمع الدولي لمواجهة نفوذ إيران باتت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.