وكان حكمتي قد سافر إلى إيران في شهر مايو الماضي في زيارة قصيرة، إلا أنّه منذ يوليو- عقب انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران- محتجز في سجن إيفين بطهران.
وبحسب عائلته، قضت محكمة الثورة في أواخر أغسطس على حكمتي بالسجن أربع سنوات استنادًا إلى قانون يمنع الإيرانيين من السفر إلى إسرائيل، ثم خُففت العقوبة في سبتمبر إلى سنتين، قبل أن تُخفض مجددًا إلى عام واحد.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حكمتي اعتُقل بسبب رحلته القديمة إلى إسرائيل من أجل حضور مراسم بلوغ ابنه الدينية، رغم أنّه لم يقم بأي نشاط سياسي.
كامران حكمتي وُلِد في إيران، لكنه هاجر إلى الولايات المتحدة وهو في الثالثة عشرة من عمره، ويحمل الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، إلا أنّه استخدم جواز سفره الإيراني في السفر لأن طهران لا تعترف بازدواج الجنسية وتُلزم مواطنيها باستخدام الجواز الإيراني.
وقالت عائلته، التي طلبت عدم كشف هويتها خوفًا من انتقام السلطات الإيرانية، إن محاميها قدّم طلب استئناف، لكن لم يُحدد بعد موعد جلسة محكمة الاستئناف. وأعربت العائلة عن أملها في الإفراج عنه لأسباب إنسانية، موضحةً أنّه يعاني سرطانًا عدوانيًا في المثانة.
وامتنعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة عن التعليق على القضية.
ووفقًا لمنظمات حقوقية، هناك حاليًا أربعة مواطنين أمريكيين على الأقل محتجزين في إيران: كامران حكمتي، الصحافي رضا ولي زاده، وامرأتان لم تُكشف هويتهما.
من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية الإدلاء بتفاصيل لأسباب تتعلق بالأمن والخصوصية، لكنها قالت في بيان إن واشنطن تواصل التنسيق مع حلفائها بشأن "هذه القضية وبشأن الاعتقالات الجائرة في إيران عمومًا"، مؤكدةً أنّ "النظام الإيراني لديه سجل طويل من الاعتقالات التعسفية وغير القانونية لمواطني دول أخرى، ويجب عليه الإفراج عنهم فورًا".
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنّ إيران اعتادت استخدام مزدوجي الجنسية كورقة ضغط في صفقات تبادل الأسرى أو الإفراج عن الأصول المجمّدة، لكن حكمتي يُعد أول حالة معروفة في السنوات الأخيرة يُسجن فيها فقط بسبب زيارة شخصية إلى إسرائيل.
وقال سيامَك نمازي، المواطن الإيراني-الأمريكي والسجين السابق في إيران الذي أُفرج عنه عام 2023 في إطار اتفاق مع إدارة بايدن: "باعتقال حكمتي وغيرِه من دون أي سبب مشروع، تُصعّد طهران مجددًا التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
يملك حكمتي ورشةً لصياغة المجوهرات في حي الألماس في نيويورك، ويعيش في منطقة غريت نِك (Great Neck) في لونغ آيلند، التي تضم جالية كبيرة من اليهود الإيرانيين-الأمريكيين. وقالت عائلته إنه شخص محب لعائلته، ناشط في الكنيس المحلي، ومتمسك بثقافته الإيرانية.
وقالت قريبته شهره نوفَر المقيمة في كاليفورنيا: "كان كامران دائمًا الرابط الذي يجمع العائلة. كان حاضرًا للجميع: لزوجته، لأبنائه، لأقاربه، ولكل من التقى به في إيران. من المؤلم جدًا أن البلد الذي أحبه وساهم فيه هو نفسه الذي سجنه الآن".
وذكرت عائلته أنّه زار إيران مرات عديدة في السنوات الماضية، إما مع أسرته أو بمفرده، ولم يواجه أي مشكلة إلى أن سافر في مايو الماضي، في وقتٍ كانت فيه التوترات بين إيران وإسرائيل تتصاعد.
واعتقلته قوات الأمن في مطار طهران الدولي أثناء مغادرته، وصادرت جواز سفره وطلبت الوصول إلى هاتفه وحساباته على شبكات التواصل الاجتماعي. وبحسب الصحيفة، جرى استجوابه مرات عدة بين مايو ويوليو بينما كان ممنوعًا من السفر ويقيم في منزل أحد أقاربه في طهران، إلى أن تمت مداهمة المنزل واعتقاله أوائل يوليو، بعد أيام من وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية بين إيران وإسرائيل.
وتضيف "نيويورك تايمز" أنّ حكمتي حوكم في أواخر مايو من دون حضور محامٍ، ولم تتمكن عائلته من توكيل محامٍ إلا بعد صدور الحكم.
يُذكر أنّ مسؤولين في إيران، بينهم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، دعوا مرارًا الإيرانيين المقيمين في الخارج- بمن فيهم أبناء الأقليات الدينية والإثنية- إلى زيارة البلاد "دون خوف". وكان بزشكیان قد كرّر هذه الدعوة خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.