وأوضح المصدر، يوم الجمعة 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، ردًا على تصريحات بعض قادة الأحزاب السُّنية بشأن احتمال حصولهم على منصب رئيس الجمهورية، أن "التيارات الشيعية والكردية متفقة على أن هذا المنصب من نصيب الأكراد، وإيران توافق على ذلك، لكنّ منح رئاسة الوزراء لشخصية سُنّية يثير قلق طهران".
وأضاف أن جميع الفصائل الشيعية تعارض بشدة إعادة تكليف محمد شياع السوداني برئاسة الوزراء، غير أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون العراق، مارك سافايا، "يرتبط بعلاقة شخصية بالسوداني"، وقد يكون لهذه العلاقة "تأثيرٌ على مجريات الأمور".
وبحسب المصدر في إقليم كردستان، فإن نفوذ إيران في اختيار رئيس الوزراء لم يعد كما كان في السابق، إذ من المنتظر أن تلعب الولايات المتحدة والدول الأوروبية دورًا أكبر وأكثر جدية في تلك العملية هذه المرة.
الانتخابات البرلمانية العراقية
ذكر تقرير لوكالة "رويترز"، يوم الثلاثاء 4 نوفمبر الجاري، أن السوداني، ومع تزايد مؤشرات الدعم الشعبي له قبل الانتخابات البرلمانية، يخوض السباق بثقة أكبر في مواجهة الأحزاب والفصائل المسلحة.
وأوضحت أن حملته الانتخابية تركز على تحسين الخدمات العامة، مع سعيه لإظهار نفسه كقائد قادر على تحقيق توازن مستقر في علاقات بغداد مع كل من واشنطن وطهران.
وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء العراقي البالغ من العمر 55 عامًا يأمل في أن يضمن لنفسه أكبر عدد من مقاعد البرلمان.
إيران والفصائل العراقية وإسرائيل
وسط تصاعد الضغوط الأميركية، دخلت الحكومة العراقية مرحلة حساسة من مساعيها لنزع سلاح الميليشيات الموالية لإيران.
وقال مصدر عراقي مطلع لموقع "الدوله" الإخباري، يوم الجمعة 7 نوفمبر، إن القلق والارتباك يسودان صفوف فصائل "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء".
وأضاف أن إيران حذّرت مؤخرًا من احتمال تنفيذ هجمات إسرائيلية، تشمل عمليات اغتيال وغارات على مقارّ ومواقع عسكرية تابعة لهذه الفصائل في محيط بغداد.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد صرّح سابقًا بأن جهود الحكومة لفرض سيطرة الدولة على السلاح لن تنجح، ما دام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة موجودًا في العراق، في وقتٍ تعتبر فيه بعض القوى العراقية هذا التحالف "قوة احتلال".
وأفاد راديو إسرائيل الوطني، في 4 نوفمبر الجاري، بأن طهران تعمل على تسليح الميليشيات الشيعية في العراق استعدادًا لمواجهة محتملة مع إسرائيل، مضيفًا أن إيران، بعد الخسائر التي مُني بها ما يُعرف بـ "محور المقاومة" في لبنان وسوريا وغزة، تسعى إلى نقل مركز ثقل نفوذها العسكري إلى العراق.
وبحسب التقرير، فقد زاد دعم طهران لهذه الميليشيات في الأسابيع الأخيرة، وتركز على تزويدها بأسلحة أكثر تطورًا.
وعد واشنطن بدعم بغداد في مواجهة نفوذ طهران
أعلن كان مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لشؤون العراق، مارك سافايا، قد أعلن عبر بيان صدر يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن الولايات المتحدة تدعم جهود بغداد لمواجهة النفوذ الأجنبي، ولا سيما نفوذ طهران وفصائلها التابعة لها.
وشدد سافايا على ضرورة إنهاء أنشطة المجموعات المسلحة خارج إطار الدولة، قائلاً: "يجب على العراق أن يضع جميع الأسلحة تحت سلطة الحكومة الشرعية، وأن يُخضع أجهزته الأمنية لقيادة موحدة".