احتضنت إيران اجتماع منظمة إيكو بعد 15 عامًا من التوقف، وهو ما اعتبره حسين كودرزي عضو البرلمان سابقًا في حوار إلى صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، فرصة استراتيجية تتيح لإيران كسر عزلتها الدولية وتعزيز نفوذها الإقليمي في مواجهة العقوبات الغربية.
ووفق صيحفة "شرق" الإصلاحية، يمثل الاجتماع خطوة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي، حيث يفتح الباب أمام مشاريع طموحة مثل شرطة إقليمية مشتركة وإلغاء التأشيرات والتي يمكن أن تحدث تحولًا جذريًا في مجالات الأمن والاقتصاد والتبادل الإنساني بين الدول الأعضاء.
وفي حوار إلى صحيفة "إيران" الرسمية، يقول بهزاد آذرسَا، رئيس إدارة إيكو والتعاونات الاقتصادية متعددة الأطراف في وزارة الخارجية: "تظهر هذه التطورات جهودًا جادة لتعزيز التكامل الاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء، مع دور بارز لإيران في قيادة هذه المبادرات".
وما زال موضوع العلاقات مع روسيا يحظى باهتمام الصحافيين الإيرانيين، حيث اتهم حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، تيارًا محليًا (يقصد الإصلاحيين) بـالتبعية للولايات المتحدة حيث يركز على مهاجمة روسيا ويتجاهل العداء الأميركي لإيران، بما يخدم في النهاية هدف إضعاف إيران وإبقائها تحت وطأة العقوبات.
وبحسب محمد صفری رئيس تحرير صحيفة "سياست روز" الأصولية، يعكس الهجوم الإعلامي على رئيس البرلمان من وسائل الإعلام المقربة من تيارات معينة، "تزايد التأثيرات الخارجية على السياسة الإيرانية".
وفيما يخص الملف النووي، فقد شارك عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، في اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، للإجابة عن أسئلة النواب، وأكد أن الاتفاق النووي لا يزال ساري المفعول من الناحية الفنية رغم توقف إيران عن تنفيذ بعض التزاماتها منذ 2019م.
وفي الشأن البرلماني أيضًا، عقدت جلسة لمناقشة الأمن الغذائي والدعم المعيشي، حيث تم التركيز بحسب وحيد عظيم نيا رئيس القسم الاقتصادي بصحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، على تحويل الدعم إلى كوبونات إلكترونية لمواجهة تحديات الإنتاج، لكن النقاش كشف عن نقص البيانات الدقيقة في نظام الرفاه.
ويرى مصطفی صالح آبادی، رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، أن عودة استخدام الكوبون الإلكتروني تعكس تراجعًا في السياسات الاجتماعية وفشلًا في بناء هيكل اقتصادي مستدام. وقال: "الحل ليس في حذف الدعم، بل في إصلاح النظام الضريبي وإعادة توزيع الثروات وتمكين الطبقات الفقيرة".
وكان أحمد ميدري وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، قد أعلن وفق الصحف الإيرانية المختلفة، صلاحية الحكومة للوصول إلى بيانات المواطنين لتنظيم صرف الدعم المالي، مشيرًا إلى حذف 27 مليون شخص من قوائم المستحقين، موضحًا أنه يتم التحقق من المعلومات عبر زيارات ميدانية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"مردم سالاري": أزمة خطيرة تهدد الثروة الحيوانية
خصص علي أکبر مختاري الكاتب بصحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، مقاله للحديث عن أزمة تربية المواشي، وقال: "بسبب نقص المدخلات الحيوانية مثل الذرة وفول الصويا والشعير، ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق وأصبح تأمينها صعبًا للغاية. المنتجون مضطرون للجوء إلى السوق الحرة، حيث يجدون المدخلات بأسعار مبالغ فيها، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويجعل العملية غير اقتصادية.
وأضاف: "تتفاقم الأزمة بسبب الغموض حول أسباب النقص في المدخلات الحيوانية. ولم تقدم الحكومة إجابة واضحة حول السبب الرئيسي، ما خلق حالة من الشكوك والقلق بين المنتجين. فيما تشير بعض التقارير إلى نقص العملة الصعبة للاستيراد، بينما يشكك البعض الآخر في تأثير الحكومة السابقة أو ضعف الإدارة الحالية في معالجة الأزمة".
وتابع: "نتيجة للأزمة، بدأ العديد من المزارعين ومنتجي الدواجن في تقليص قطعانهم أو إرسالها إلى المسالخ، مما يهدد بتقليص إنتاج اللحوم والدواجن في المستقبل القريب. وبدأ بعض المنتجين في احتجاجات عبر الامتناع عن بيع منتجاتهم، مما قد يؤدي إلى أزمة اجتماعية واقتصادية أوسع".
"روزكار": الطبقة الوسطى تحطم الرقم القياسي للطلاق
بحسب تقرير صحيفة "روزكار" الأصولية، تسجل إيران معدلات طلاق مرتفعة بشكل لافت، حيث تنتهي نصف الزيجات بالطلاق، وتتصدر محافظات مثل طهران والكرج ومازندران هذه القائمة. وتعد الأوضاع الاقتصادية الصعبة من صعوبة توفير الإيجار وتلبية متطلبات الحياة العائلية العامل الرئيسي المحفز للطلاق، خاصة بين أوساط الطبقة المتوسطة التي تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمات".
وعدد أمان الله قرائي مقــدم، عالم الاجتماع، أسباب الطلاق، وقال: "إلى جانب الضغوط المالية، تبرز عوامل أخرى مسببة للطلاق مثل الاختلافات الثقافية والدينية بين العائلات، وتباين التربية الأسرية، وعدم الوعي بهذه الفروق قبل الزواج. كما تساهم السلوكيات الاستهلاكية والمظاهر الاجتماعية في تفاقم التوترات الأسرية".
وتابع: "تؤثر الظروف المعيشية بشكل مباشر على استقرار الزيجات، حيث تلجأ العديد من الأسر إلى الطلاق كحيلة أخيرة أمام تردي الأوضاع الاقتصادية، بينما تتراجع معدلات الطلاق في المناطق المحافظة والطبقات المقتدرة ماليًا. لذلك يتطلب معالجة هذه الظاهرة تحسين الظروف الاقتصادية".
"اقتصاد بويا": بلاد كوروش رمز العدالة تقع تحت ظل الفقر
تقول مونا ربيعيان رئيس تحرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية: "أصبح الفقر في إيران أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تهدد استقرار المجتمع، حيث يواجه الناس التضخم والبطالة بينما تُنفق ملايين التومانات على احتفالات رمزية. هذه الأزمة تتجاوز الجوانب المادية لتؤثر على القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية".
وأضافت: "كوروش الذي كان رمزًا للعدالة والحكمة، أصبح مجرد مظهر فارغ في الفعاليات الرسمية بينما يتزايد التفاوت الاجتماعي في إيران، ولا توجد خطوات حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية. الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع، مما يعمق معاناة الناس ويزيد من شعورهم بالإحباط".
وخلصت إلى أن "التناقض بين شعارات العدالة الاجتماعية والواقع المعيشي في إيران يعكس أزمة عميقة، حيث يظل الفقر قائمًا بينما يتم ترويج لرموز تاريخية مثل كورش، الذي أصبح مجرد صورة فارغة ما لم تُترجم قيمه إلى أفعال ملموسة في مواجهة الفقر والظلم المتزايد".