وأعلنت السلطة القضائية في إيران، في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أنّ شارمهد، الذي كان معتقلاً في السجن ومحكومًا بالإعدام، "نال جزاء أفعاله"، في إشارة إلى تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الأميركية: "اليوم، نُحيي ذكرى جمشيد شارمهد، المواطن الألماني من أصل إيراني، الذي اختطفه نظام طهران، وعذّبه، ثم قتله. وسنواصل الضغط الأقصى على النظام الإيراني لضمان محاسبته على أفعاله الشريرة".
كما أعربت الوزارة عن امتنانها للحكومة الألمانية "لدورها في تسهيل إعادة جثمان السيد شارمهد إلى بلاده".
وكان جمشيد شارمهد (67 عامًا) قد عاش في الولايات المتحدة قبل اختطافه. ففي الأول من أغسطس (آب) 2020، وأثناء رحلة من ألمانيا إلى الهند، اختفى بعد توقفه ثلاثة أيام في دبي، ليتبين لاحقًا أنه اختُطف على يد عناصر من الاستخبارات الإيرانية ونُقل إلى طهران، حيث أُدين بتهم تتعلق بـ "الإرهاب" وصدر بحقه حكم بالإعدام.
غموض حول ظروف الوفاة
كشفت السلطات القضائية الألمانية، خلال مراسم تأبينٍ أقيمت في 11 أبريل (نيسان) 2025، عن نتائج تشريح جثمان شارمهد، مشيرةً إلى أن عددًا من أعضائه الداخلية قد أُزيلت قبل تسليم جثمانه إلى ألمانيا.
وقالت منظمة "العفو الدولية"، في بيان، إنها "مصدومة ومذعورة" من قيام السلطات الإيرانية بإخراج قلبه، وغدّته الدرقية، ولسانه، وحنجرته قبل تسليم الجثمان.
وفي رسالةٍ مفتوحة، طالبت جمعية "الحياة، الحرية، ألمانيا" النيابةَ الفيدرالية الألمانية بفتح تحقيق رسمي على غرار قضية "ميكونوس" الشهيرة التي كشفت عن عمليات اغتيال نفذتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية في برلين خلال التسعينيات.
انتقادات من عائلة شارمهد
من جهتها، قالت غزاله شارمهد، ابنة جمشيد شارمهد، في مقابلةٍ مع صحيفة فيلت الألمانية في 10 أبيل الماضي، إنّ الحكومة الألمانية لم تتعاون بالشكل المطلوب في تسلّم جثمان والدها، وانتقدت بشدة تقصير وزارة الخارجية الألمانية في بذل جهود حقيقية لإنقاذ حياة والدها المختطف في إيران.
وأضافت أنّ "صمت برلين في مواجهة هذه الجريمة يبعث برسالة خاطئة إلى النظام الإيراني، ويشجعه على مواصلة سياسة اختطاف المعارضين وابتزاز الغرب عبرهم".