وقال سافايا، يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول)، إن الولايات المتحدة تشدد على ضرورة إنهاء نشاط الجماعات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة العراقية، مضيفًا: "يجب أن تكون جميع الأسلحة تحت سيطرة الحكومة الشرعية في العراق، وأن تعمل الأجهزة الأمنية ضمن قيادة موحدة".
كما حذّر من أن سيادة العراق وتقدمه مهددان دون تحقيق الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن واشنطن تساند بغداد في جهودها لإعادة الإعمار وتطوير البنى التحتية.
تحذير إيراني لبغداد
من جانبها، حذّرت طهران الحكومة العراقية مما وصفته بـ "مؤشرات على وجود خطة أميركية للهيمنة على العراق"، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية في بغداد توافقات بين القوى الشيعية المدعومة من إيران، خصوصًا تلك المنضوية تحت إطار الائتلاف المعروف بـ "الإطار التنسيقي".
وبحسب تقرير لصحيفة "العربي الجديد"، فقد أكد أحد القادة البارزين في الائتلاف أن "جميع الملفات الخلافية تم تأجيلها إلى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة".. موضحًا أن القوى الشيعية اتفقت على تجنّب أي توتر سياسي حالياً، خصوصاً في ملفات الحشد الشعبي وسلاح الفصائل المسلحة.
وقد عبّر عدد من النواب والمحللين العراقيين عن قلقهم من تعقيد المشهد السياسي بفعل التأثيرات الخارجية.
وقال أحد أعضاء تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم: "أصبحت قضايا، مثل الحشد الشعبي والعلاقة مع إيران، معقدة للغاية؛ بسبب التدخلات الخارجية، والحكومة الحالية عاجزة عن تحقيق إنجازات ملموسة في ظل هذه الظروف".
أما النائب جواد اليساري فحذّر من أن "التفاهمات الضمنية بين بعض القوى السياسية لتأجيل حسم ملفات، مثل الحشد الشعبي وحصر السلاح وتشريعات حرية التعبير والجرائم الإلكترونية، تمثّل لعبة سياسية خطيرة تهدف إلى تفادي الصدام مع الجماعات المسلحة وأصحاب النفوذ قبل الانتخابات المقبلة".
"قاآني" تحت المراقبة الأميركية
في سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة في بغداد بوجود "فيتو" أميركي-إسرائيلي غير معلن، ضد زيارات قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العراق.
وتشير التقارير إلى أن "قاآني يُعد هدفًا استخباراتيًا ذا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل"، وأن زياراته المتكررة إلى بغداد تُستخدم أحيانًا لرفع معنويات الميليشيات الموالية لطهران".
وفي المقابل، أكد قادة في الإطار التنسيقي أن "وجود قاآني في العراق لا يخضع لأي خطوط حمراء أو محظورات".
ويُظهر التناقض بين الخطاب السياسي والمقاربات الأمنية في العراق مرحلة حساسة من الصراع بين واشنطن وطهران داخل الساحة العراقية؛ حيث تتشابك المصالح الأمنية الأميركية مع النفوذ الإيراني العميق في مفاصل الدولة والفصائل المسلحة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا التداخل قد يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، ويحوّل البلاد إلى ساحة تنافس دولي وإقليمي مفتوح ينعكس سلبًا على استقرارها الداخلي ومسارها الديمقراطي.