وكتبت الصحيفة الإيرانية، يوم الاثنين 27 أكتوبر (تشرين الأول)، أن هذه الطفلة، التي كانت تُحتجز في مركز التأهيل "مؤسسة فرشتكان مهر كلار" بالقرب من كلاردشت في محافظة مازندران، شمال إيران، نُقلت إلى المستشفى، في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، مصابة بنزيف.
ودوّنت الشرطة الإيرانية في محضرها بشأن درسا: "أصاب أنبوب كان مُلقى داخل دورة المياه، أعضاء الطفلة التناسلية، وتسبب في نزيف لها".
بينما كانت رواية "هم ميهن" عن هذا الحادث مختلفة؛ حيث ذكرت: "إن درسا تعاني إصابة دماغية، كما أن ساقيها منحنيتان إلى الخارج، ولم تكن تستطيع المشي. ومِن ثمّ لم تكن قادرة على إيذاء نفسها مع هذه الظروف".
وقال كادر العلاج بمستشفى "طالقاني"، في مقابلة مع هذه الصحيفة: "يجب أن يرتدي الأطفال، الذين يعانون إصابة دماغية حفاضات، وكانت درسا ترتدي حفاضة".
وبينما كان مسؤولو مركز التأهيل يحاولون وصف الحادث بأنه ناتج عن سقوط درسا أثناء النهوض من المرحاض واصطدام أنبوب بجسدها، أكد كادر المستشفى عدم وجود أي آثار كدمات أو خدوش أو ألم على جسد هذه الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات.
وبحسب كادر العلاج، فمن المستحيل أن يصطدم أنبوب مباشرة بمكان حساسة كهذا من الجسم، دون ترك أثر آخر.
وأضاف الكادر: "بدت الأمور وكأن شخصًا ما خدش جسدها بأظافره وكان النزيف من هناك".
ملف قضائي لمديرة المركز
أكدت الإدارة العامة للرفاه في محافظة مازندران، في توضيح لصحيفة "هم ميهن"، أنه بناءً على صور كاميرات المراقبة، "وقعت حالات من السلوكيات غير المناسبة والضرب والجلد المتعمد" ضد طفلة تُدعى درسا "تعاني إعاقة جسدية وذهنية خفيفة" من قبل "موظفي هذا المركز".
واعتُقلت مديرة المركز، وهي امرأة في منتصف العمر، بتهمة إيذاء درسا ثم أُطلق سراحها بكفالة. وهي الآن تنتظر عقد جلسة المحكمة.
وفي الأول من أكتوبر الجاري، استُدعي رئيس إدارة منظمة الرفاه في قضاء كلاردشت والمديرة التنفيذية لمؤسسة "فرشتكان مهر كلار" إلى لجنة الإشراف في الإدارة العامة للرفاه في مازندران، ومع ذلك، بسبب اعتقال المديرة التنفيذية للمؤسسة، لم يحضر الجلسة.
وخلال هذه الجلسة، أصدرت لجنة الإشراف قراراً بإغلاق مركز التأهيل، وإلغاء ترخيص نشاط مؤسسة "فرشتكان مهر كلار" وحلها.
نقل الطفلة إلى مركز آخر واحتجاجات على "مهر كلار"
أعلنت الإدارة العامة للرفاه في محافظة مازندران أن درسا بعد خروجها من المستشفى، نُقلت إلى منزل صغير داعم للمصابين بإعاقات ذهنية خفيفة يُسمى "ماندكار مهر بويا عباس آباد".
بالإضافة إلى درسا، فقد نُقل ثلاثة أطفال معاقين غير مصحوبين بذويهم من مركز مهر كلار إلى هذا المنزل.
وأفادت "هم ميهن" بأن مركز التأهيل "مهر كلار" تم إنشاؤه بمساعدات شعبية ودعم المتبرعين. بعد وقوع هذا الحادث، توجه عدد من الأشخاص الذين شاركوا ماليًا في تأسيس المركز إلى المحافظة وطالبوا بإعادة تبرعاتهم.
وقضية درسا ليست الحالة الوحيدة من حالات الاعتداء والاغتصاب والضرب والجلد للأطفال اليتامى والمعاقين في المراكز الخاضعة لإشراف منظمة الرفاه في إيران.
بحسب إعلان منظمة الرفاه، يقيم حاليًا قرابة 59 ألف شخص في 1190 مركزًا وبيتًا تحت تغطية هذه المنظمة.
ويقترح نشطاء حقوق المعاقين تسليم الإشراف على هذه المراكز إلى منظمة غير الرفاه حتى لا تكون ذات مصلحة.
وحذر هؤلاء النشطاء مرارًا من أن عملية التوظيف في مثل هذه المراكز تتم دون إشراف كافٍ، ولا يوجد تحكم دقيق في أهلية وتدريب الموظفين.