وقال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، خلال اجتماع هيئة تنظيم السوق يوم الأحد 26 أكتوبر (تشرين الأول)، إن الانتقادات الموجّهة للوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في إيران تعتبر خدمة لمصالح العدو.
وأوضح عارف أنّه بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، يتم تداول تحليلات مغلوطة ومضللة من الخارج، وتكرارها داخل البلاد.
وردًا على الانتقادات المتعلقة بفشل الحكومة في معالجة الفقر والمشاكل المعيشية لمختلف فئات المجتمع، أضاف عارف أنّ الهيئات الرقابية والاقتصادية يجب أن تعمل على عدم منح أي ذريعة للعدو، وعدم إحباط المواطنين.
تحذير من النقاشات العلنية بين المسؤولين
حذر عارف قائلاً: "لا حاجة لأن يتحدث المسؤولون علنًا عن الخلافات عبر المنصات العامة، إذ يجب أن تُبحث هذه التجاذبات وتُحل داخل الاجتماعات الرسمية".
وأضاف أنّ الأقسام الإعلامية في جميع الإدارات الحكومية يجب أن تكون فعّالة وتقدّم الردود المناسبة للجمهور في الوقت المناسب.
تصريحات بزشكيان السابقة
في 22 أكتوبر الجاري، أقر الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، بوجود خلل في السياسات الاقتصادية الكبرى، مثل طباعة النقود دون غطاء مالي، وقال إن الحكومة تتسبب في التضخم، وأضاف: "نحن نمتلك الذهب، لكن الناس جائعون".
وانتقدت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، هذا التصريح في يوم السبت 25 أكتوبر، مشيرة إلى أنّه ينبغي على الحكومة تقليل الفجوة الطبقية من خلال السياسات الاقتصادية والاجتماعية بدل التركيز على مصطلح "الجوع".
وتشهد إيران حاليًا ارتفاع تكاليف المعيشة، وتضخمًا حادًا، وانخفاض القوة الشرائية للأسر، وقد تفاقمت هذه المشاكل مع تفعيل "آلية الزناد" وعودة العقوبات الدولية.
قائم بناه: الوضع الحالي أشبه بـ "الحرب"
من جهته، قال محمد جعفر قائم بناه، المساعد التنفيذي للرئيس الإيراني، يوم الأحد 26 أكتوبر، إن "الظروف الراهنة في إيران حربية"، مؤكدًا أنه بالنظر إلى تشديد العقوبات، يجب تقييم الوضع وفق المعطيات الحالية، وليس كما لو كانت الظروف عادية.
وردًا على انتقاد نواب البرلمان لأداء الفريق الاقتصادي للحكومة الإيرانية، قال قائم بناه: "يحق للنواب انتقاد الحكومة، لكن الظروف الحالية لا تسمح بانتقاد إدارة شؤون الدولة".
وفي ردّه على وصف البعض لحكومة بزشکیان بأنها حكومة وقت السلم فقط، قال: "في الواقع، لا أعلم ماذا يجب أن تفعل الحكومة في وقت الحرب؟ أي سوبرماركت نفدت سلعته؟ أي سلعة أساسية نقصت لدى الناس؟ هذا يدل على أنّنا حكومة في وقت الحرب وحكومة في وقت السلم في آنٍ واحد".
ويُشار إلى أن تصريحات عارف وقائم بناه تأتي في ظل تصاعد الانتقادات بشأن الوضع الاقتصادي، والتضخم، وضغوط المعيشة خلال الأشهر الماضية، في وقت تؤكد فيه السلطات الإيرانية ضرورة الحفاظ على "التماسك الداخلي" لمواجهة ما تصفه بـ "الحرب المركبة للعدو".