وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم الأحد 26 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الأتراك الثلاثة: أوكتاي آشتی، ورحمان غوكير، ويونُس أوزِل، سيبقون رهن الاحتجاز حتى انتهاء إجراءات المحاكمة.
وتضمنت لائحة الاتهام أن هؤلاء الثلاثة كانوا ينوون تفعيل مسار لتهريب أسلحة من تركيا إلى إسرائيل عبر الأردن. وقد اعتُقلوا الشهر الماضي بعد عبورهم الحدود بصورة غير قانونية قرب كيبوتس "شاعر هاجولان" جنوب بحيرة طبريا.
ودخل آشتی إسرائيل لأول مرة في أوائل عام 2023، للعمل في البناء دون تأشيرة عمل، وتم ترحيله من البلاد في يوليو(تموز) الماضي. وخلال تلك الفترة تواصل مع أحمد بريلدر، وهو رجل من أصل تركي يعيش خارج إسرائيل ويدير مسارات تهريب غير قانونية إلى داخل البلاد.
تصميم مسار تهريب السلاح
أضافت "جيروزاليم بوست" أن بريلدر اقترح على آشتی التعاون مع شركائه ووسيط إيراني لتأمين الأسلحة. وكان من المقرر أن تصل شحنات التهريب إلى الأردن، حيث يستلمها عضو آخر، ثم تُنقل الأسلحة شاحنات عبر الحدود الأردنية إلى إسرائيل.
وفي شهر سبتمبر (أيلول) 2023 حذرت السلطات الأردنية من أن تصاعد تهريب السلاح على حدودها أثار قلقًا بشأن توسع تهديدات طهران، وخصوصًا فيما يتعلق بتهريب المخدرات والأسلحة.
وبحسب لائحة الاتهام لدى النيابة الإسرائيلية، فقد كان دور آشتی يتمثل في العمل كقائم للاتصالات على الجانب الإسرائيلي من الحدود، واستلام الأسلحة من المهربين ونقلها إلى أشخاص آخرين بناءً على تعليمات بريلدر.
كما تولى مسؤولية التعاملات المالية الناجمة عن هذه الصفقات.
وورد في لائحة الاتهام أنَ عرضًا بمليون دولار قُدّم إلى آشتی مقابل تنفيذ هذا العمل. وأنه يواجه تهمًا تتعلق بتهريب وحيازة ونقل سلاح، وكذلك محاولة توفير وسائل ارتكاب "عملية إرهابية"، وبعد اعتقاله أُعيد إلى تركيا.
ومع ذلك واصل نشاطه من هناك، وبعد شهر واحد فقط، وتحديدًا في أغسطس (آب) الماضي، تواصل مع يونس أوزِل، وهو مواطن تركي آخر كان يقيم آنذاك في إسرائيل، وكان يعمل معه في البناء.
أدوار المتهمين الآخرين
بناءً على أوامر بريلدر، طلب آشتی من أوزِل إتمام صفقة تسليح في المحطة المركزية لحافلات تل أبيب. وطُلب منه أيضًا استلام أموال وتسليمها لرجل آخر مقابل بندقية وذخيرة.
وكان على أوزِل نقل السلاح إلى رجل ثالث للتحقق من أصالته. وحاول تنفيذ الخطة مرتين، لكن الشخص المفترض أن يستلم السلاح لم يحضر في كلتا المرتين.
وأخَذ أوزِل خمسة آلاف شيكل (ما يعادل نحو 1300 دولار) من أموال الصفقة لنفسه. ويواجه تهمًا بتهريب سلاح ومحاولة توفير وسائل ارتكاب "عمل إرهابي".
وبعد فشل تنفيذ هذه الخطة، اتفق آشتی وبريلدر مع عدة شركاء آخرين على أن يدخل آشتی ورحمان غوكير بصورة غير قانونية إلى إسرائيل عبر الأردن ويستقرا هناك لتفعيل مسار التهريب.
وسافر الاثنان من تركيا إلى المملكة العربية السعودية ومنها إلى الأردن. وكان من المقرر أن تُسلم لهما ثلاث قطع سلاح في الأردن لتهريبها إلى داخل إسرائيل، لكن بسبب خلافات داخلية بين أعضاء التنظيم لم تُسلَّم الأسلحة أبدًا.
ومع ذلك واصل آشتی وغوكير خطتهما؛ ودخلا الأراضي الإسرائيلية في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، فاعتقلتهما قوات الجيش الإسرائيلي فورًا.
وكان غوكير قد عمل سابقًا في إسرائيل وتواصل مع آشتی منذ يوليو الماضي. وكان دوره في التشكيل أن يكون نقطة تجميع للأسلحة داخل إسرائيل والاحتفاظ بها لتسليمها لأشخاص آخرين عند الطلب.
كما كُلف بجمع وتحويل الأموال الناتجة عن الصفقات. وكان غوكير قد وُعِد بمقابل قدره مليون دولار مقابل دوره.
ويُلاحَق غوكير بتهم تهريب أسلحة، ومحاولة توفير وسائل ارتكاب "عمل إرهابي"، والدخول غير القانوني إلى إسرائيل بعد ترحيله من البلاد.
وكان وزير خارجية إسرائيل آنذاك، يسرائيل كاتس، قد صرح، في سبتمبر2024، بأن إيران تقوم بتهريب أسلحة من الأردن ونقلها إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما يُشكّل "جبهة إرهابية جديدة ضد المراكز السكنية الكبرى في إسرائيل".
وطالب بشن حملة عملياتية في مخيم جنين "لتدمير البنى التحتية الإرهابية"، على حد زعمه.