وقال أورن: "الشرق الأوسط عند نقطة تحول تاريخية. إيران اليوم تشعر بأنها مُهمَّشة، وفي مثل هذه اللحظات تصبح الأنظمة أكثر خطورة من أي وقت مضى".
ويرى أورن أن النظام الإيراني ربما بات يعتقد أنه لم يعد لديه ما يخسره، وبالتالي قد يعيد إشعال المواجهات.
التعلم في ميدان النار
وأوضح أورن أن طهران لا تعتقد أنها خسرت الحرب الأخيرة، وهذا الشعور جعلها تستهين بتكاليف بدء حرب جديدة.
وأضاف: "في الأيام الأخيرة من الحرب التي استمرت 12 يومًا، انخفضت كفاءة أنظمة الاعتراض الإسرائيلية. صواريخ شهاب لم تعد تدمر غرفة واحدة فحسب، بل كانت تدمر حيًا بأكمله. لا أعلم كم ليلة أخرى كان بإمكان إسرائيل أن تصمد".
وأشار إلى أن قدرة إيران على التكيف بسرعة مع منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي كانت من الأسباب التي دفعت تل أبيب إلى قبول وقف إطلاق النار مبكرًا، مؤكدًا: "لقد تعلموا كيف يخترقون درعنا الدفاعي ويتسببون بخسائر فادحة".
إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط
يرى هذا الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أن تداعيات الحرب الأخيرة غيّرت الشرق الأوسط بعمق، وربما كانت أشد تأثيرًا من التحولات التي أعقبت حرب الأيام الستة عام 1967. وقال: "المنطقة اليوم لم تعد تشبه ما كانت عليه سابقًا. حتى الدول التي كانت تنتقد إسرائيل علنًا خلال الحرب، بدأت الآن بإجراء محادثات سرية معها، لأن لديها قلقًا مشتركًا يُدعى إيران".
وشدد أورن على أن "السلام في الشرق الأوسط لا يتحقق إلا من خلال القوة. القوة الناعمة وحدها لم تكن فعالة أبدًا".
الملف النووي والانقسامات الجديدة
تأتي تصريحات أورن في وقت تتصاعد فيه التوترات حول البرنامج النووي الإيراني. فطهران، بدعم من روسيا والصين، تعتبر محاولات أوروبا لإعادة فرض العقوبات "غير قانونية"، بحجة أن قرار مجلس الأمن رقم 2231 قد انتهت صلاحيته.
وفي المقابل، أكد جيه دي فانس، نائب رئيس الولايات المتحدة، خلال زيارته إلى إسرائيل، أن واشنطن ما زالت تفضل المسار الدبلوماسي لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، قائلًا: "الرئيس ترامب يريد حقًا ازدهار إيران، لكنه يؤمن أن هذا البلد لن يُسمح له أبدًا بامتلاك سلاح نووي".
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران نحو400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وهي كمية تكفي، إذا تم تخصيبها أكثر، لإنتاج نحو 10 قنابل نووية.
ورغم تأكيد الوكالة أنه لا توجد أدلة على نية طهران تصنيع سلاح نووي، فإن مديرها العام رافائيل غروسي حذر قائلًا: "إذا فشلت الدبلوماسية، فإن العودة إلى الخيار العسكري ليست مستبعدة".
وفي داخل إيران، اتسمت خطبة الجمعة الأخيرة بنبرة حادّة ومتصلبة. فقد هاجم رجال الدين البارزون الولايات المتحدة وأشادوا بما وصفوه بـ"صمود البلاد".
وقال أحمد خاتمي: "سوف نحطم قرن هذا الثور الوحشي"، في حين قدم محمد سعيدي في قم الشكر للمرشد علي خامنئي، على "تحطيمه كبرياء الرئيس الأميركي".
ورغم تزايد التكهنات حول احتمال قيام إسرائيل بهجوم جديد، أشار أورن إلى أن قادة إسرائيل يدركون جيدًا تكلفة مثل هذا التحرك.
وقال: "إيران معزولة، وقد تشعر أنها لا تملك ما تخسره سوى بدء جولة ثانية من القتال. لكن في إسرائيل، هناك قلة ترغب في الاقتراب مجددًا من حافة الكارثة".
ومع ذلك، ختم أورن بتفاؤل حذر قائلًا: "إذا جرى اللعب بالأوراق بطريقة صحيحة، فقد يشهد الشرق الأوسط وجهًا مختلفًا تمامًا خلال العامين المقبلين".