وزير الخارجية الإيرانية: مشكلتنا مع الولايات المتحدة غير قابلة للحل

صرح وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، واصفا الخلاف بين طهران وواشنطن بأنه "غير قابل للحل"، محذّرا في الوقت نفسه من أن أي هجوم إسرائيلي جديد "سيُواجَه برد من طهران".

صرح وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، واصفا الخلاف بين طهران وواشنطن بأنه "غير قابل للحل"، محذّرا في الوقت نفسه من أن أي هجوم إسرائيلي جديد "سيُواجَه برد من طهران".
وفي مقابلة نُشرت تفاصيلها اليوم السبت 25 أكتوبر (تشرين الأول)، قال عراقجي إن استعدادات إيران الحالية "تفوق حتى ما كانت عليه خلال حرب الأيام الاثني عشر".
وأضاف من دون أن يذكر إسرائيل بالاسم: "الحفاظ على الجاهزية لا يعني أن الحرب حتمية، لكنه أهم عامل في منعها... وإذا ارتكبوا خطأً، فسيُواجهون برد مماثل".
ورغم أن إيران تكبّدت خلال الحرب مع إسرائيل خسائر استخباراتية وعسكرية جسيمة، وفقدت عددًا كبيرًا من كبار قادتها، فقد حاولت في الأشهر الأخيرة تقديم رواية مغايرة عن الأحداث لتصوّر نفسها على أنها "المنتصر" في المعركة.
وحذّر مايكل أورِن، الكاتب والسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، في مقابلة حديثة مع قناة "إيران إنترناشيونال"، من أنه رغم عزلة النظام الإيراني وتعرّضه لضغوط شديدة، فإن "الهجمات المضادة الحاسمة" التي شنّها خلال حرب الـ12 يوما ربما جعلت طهران "أكثر جرأة على خوض معركة قاتلة جديدة".
وفي جزء آخر من المقابلة، تطرّق عراقجي إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، قائلاً إن الصراع بين الجانبين "غير قابل للحل" لأن الولايات المتحدة ذات طبيعة "استعلائية"، بينما تتميّز إيران بأنها "لا تخضع للهيمنة".
وأضاف: "لكنني أعتقد أننا قادرون على إدارة هذا الخلاف. لا يوجد سبب يجعلنا ندفع أي ثمن كان".
ورأى عراقجي أن السبيل لتجاوز "الخلاف الجاد في وجهات النظر" بين طهران وواشنطن والتوصّل إلى تفاهم هو "تخلّي الولايات المتحدة عن نزعتها السلطوية".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد قال في خطاب يوم20 أكتوبر 2025 إن دونالد ترامب "يفتقر إلى الأهلية للحوار"، رافضًا اقتراح إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن.
وفي اليوم نفسه، صرّح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بأن الاتصالات "غير المباشرة" بين طهران وواشنطن "لا تزال قائمة إلى حدٍّ ما"، لكن لا توجد مفاوضات رسمية في الوقت الراهن.
وأشار عراقجي في المقابلة إلى "الشرط المسبق" الذي طرحته واشنطن للمفاوضات، قائلاً: "في المباحثات الأخيرة في نيويورك، قال الأميركيون: إذا قبلتم هذا البند، نبدأ بعدها التفاوض؛ بينما في كل مكان في العالم يُجرى التفاوض أولًا ثم يتم الاتفاق. هذا إملاء، ونحن لن نقبل به".
وأضاف متحدثًا عن الاتفاق النووي: "لا يوجد أي أساس للثقة بالولايات المتحدة. أكرر ذلك حتى لا يظن أحد أننا نتصرف بعناد".
وكان ترامب قد وصف في وقتٍ سابق الضربة الجوية على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "واحدة من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ"، مؤكدًا أن هذا الهجوم "مهّد الطريق نحو اتفاق سلام في الشرق الأوسط".