وأضاف عراقجي في مقابلة نُشرت يوم الجمعة مع الصحافي الأميركي المقيم في الولايات المتحدة داريوش سجادِي أن مستوى الجاهزية الحالي يفوق ما كان عليه قبل حرب الـ12 يوما، مضيفًا: "الاستعداد لا يعني توقع الحرب. فإذا كنت مستعدًا للقتال، فلن يجرؤ أحد على مهاجمتك. أنا واثق من أن التجربة السابقة لن تتكرر، وأي خطأ سيُواجَه بالرد نفسه".
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت خمس جولات من المحادثات مع طهران مطلع هذا العام بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، في ظل مهلةٍ مدتها 60 يومًا حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعندما لم يتم التوصل إلى اتفاق في اليوم 61، أي يوم13 يونيو (حزيران)، شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا مفاجئًا، تبعته ضربات أميركية في 22 يونيو استهدفت مواقع نووية رئيسية في أصفهان ونطنز وفُردو.
وانتهت الحرب يوم24 يونيو 2025 بعد اتفاق هدنة بوساطة أميركية، لكن المخاوف الدولية من برنامج طهران النووي ازدادت تعقيدًا بعد أن اختفى نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب.
وتقول طهران إن المادة دُفنت تحت أنقاض الغارات الجوية الأميركية والإسرائيلية ولم يعد من الممكن الوصول إليها، لكنها لم تسمح بعد للمفتشين الدوليين بالدخول إلى المنشآت المتضررة.
لا سلاح نووي
رفض عراقجي المخاوف الدولية بشأن احتمال سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، مؤكدًا أن برنامجها النووي "سلمي تمامًا ومشروع قانونًا"، مستشهدًا بفتوى دينية تحرّم إنتاج الأسلحة النووية.
وقال: "عقيدتنا النووية لا تتضمن السلاح النووي. نحن نسعى للتخصيب لأنه حق لنا، وليس لأننا نريد قنبلة. قنبلتنا الذرية هي قدرتنا على قول لا".
وبينما تنفي إيران سعيها إلى سلاح نووي، ترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التخصيب إلى مستويات عالية من النقاء ليس له أي مبرر مدني.
وفي عام 2018، انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي، واصفًا إياه بأنه "معيب ومتساهل للغاية"، ثم أطلق حملة "الضغط الأقصى" وأعاد فرض العقوبات القاسية لخنق الاقتصاد الإيراني وإجبار طهران على تقديم تنازلات أوسع بشأن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية. وبعد إعادة انتخابه، كثّف ترامب السياسة نفسها.
العلاقات مع الولايات المتحدة
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن، قال عراقجي إن العقبة الأساسية تكمن في ما وصفه بـ"الطبيعة المبنية على الهيمنة للولايات المتحدة".
وأضاف: "ما دامت الولايات المتحدة تتصرف بعقلية السيطرة، وما دامت إيران ترفض الخضوع، فستبقى المشكلة قائمة. لكن يمكن إدارتها- ولسنا مضطرين لدفع كل ثمن".
وأشار إلى أن المفاوضات المتكررة التي فشلت سابقًا تُظهر انعدام الثقة، وقال: "تفاوضنا وتوصلنا إلى اتفاقات ونفذناها، لكن الولايات المتحدة كانت تنقض وعودها في كل مرة".
وأوضح عراقجي أنه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول)، كانت هناك فرصة لإجراء محادثات، لكن الأميركيين "قدموا مطالب غير منطقية تمامًا"، مثل أن تسلم إيران كل موادها المخصبة مقابل تمديدٍ لمدة ستة أشهر لآلية العودة التلقائية للعقوبات، مضيفًا: "أي عاقل يمكن أن يقبل بهذا؟ لا علاقة له بإيران على الإطلاق".
واختتم عراقجي تصريحه بالقول إنه "لا أساس للثقة، لكن الدبلوماسية لا تُهمل أبدًا"، مضيفًا: "إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض بصدق واحترام متبادل، فإن إيران مستعدة لاتفاق عقلاني ومتوازن".