ترامب: إيران تقاتل الآن من أجل البقاء وليس من أجل برنامجها النووي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن هجوم بلاده على المنشآت النووية الإيرانية ومقتل قاسم سليماني جعلا إيران تتراجع ولم تعد "بلطجيًّا" في المنطقة.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن هجوم بلاده على المنشآت النووية الإيرانية ومقتل قاسم سليماني جعلا إيران تتراجع ولم تعد "بلطجيًّا" في المنطقة.
وقال ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" نُشرت اليوم الخميس 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 إن هذه الإجراءات أدت إلى "شرق أوسط مختلف تمامًا".
وأضاف أنه لو كانت إيران "لا تزال قوية ومتعجرفة"، لما كان من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام مماثل لذلك الذي تحقق في غزة.
وقال الرئيس الأميركي: "لطالما كان هناك تهديد يخيّم فوق المنطقة، لكن هذا التهديد لم يعد موجودًا الآن".
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة "CBS News" أن طيّاري قاذفات الشبح "B-2" الذين شاركوا في الهجوم على منشآت فوردو النووية وصفوا العملية بأنها "واحدة من أكثر المهمات المصيرية في مسيرتهم العسكرية".
وبحسب القادة الأميركيين، كانت تلك العملية "مزيجًا من تكنولوجيا التخفي، والدقة الفائقة، والمخاطرة العالية"، واعتُبرت "نقطة تحوّل في تاريخ القاذفات الشبح".
في المقابل، وصف علي خامنئي، يوم 19 أكتوبر 2025، تصريحات الرئيس الأميركي حول "تدمير البرنامج النووي الإيراني" بأنها "محض خيال".
وقال خامنئي في كلمة له: "رئيس الولايات المتحدة يفتخر بأنه قصف الصناعة النووية الإيرانية ودمّرها. حسنًا، فليحلم بذلك. من أنتم أصلًا لتقرروا ما ينبغي أو لا ينبغي أن تفعله دولة تملك صناعة نووية؟".
وبحسب الصحافي والمحلل السياسي جمشيد برزكر، فإن الخطاب العدائي والتهديدات المتكررة بشنّ هجمات صاروخية جديدة، ورفض عملية السلام في الشرق الأوسط، والهجمات الشخصية على ترامب، تأتي في وقت يفاخر فيه الرئيس الأميركي بدوره في تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مما يُعدّ "ذهابًا متعمّدًا نحو حرب جديدة".
اغتيال سليماني: بداية ضعف النظام الإيراني
وأكد ترامب في حديثه مع مجلة "تايم" أن تصفية الشخصيات العسكرية الرئيسية في النظام الإيراني، وعلى رأسهم قاسم سليماني، كانت بداية تراجع قوة النظام الإيراني.
وقال الرئيس الأميركي: "لقد خسروا ثلاث طبقات من قياداتهم العسكرية؛ نحن قتلنا ثلاثة مستويات من قادتهم الواحد تلو الآخر، ولهذا تغيّرت إيران كثيرًا ولم تعد بلطجيّة".
ووصف ترامب مجددًا الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية بأنه "كان مثاليًا تمامًا"، مضيفًا أن العملية أدت إلى "تدمير كامل" للمنشآت النووية الإيرانية.
وقال أيضًا إن القدرات النووية الإيرانية "زالت بالكامل، ولم تستطع حتى الآن العودة إلى مستواها السابق".
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 نقلًا عن خبراء استخبارات إسرائيليين أن إيران تحاول إعادة تسليح حركة حماس وإحياء محور نفوذها الإقليمي.
وأضافت الصحيفة أن هذه الجهود قد تكون مقدمة لجولة جديدة من المواجهات مع إسرائيل.
وقال راز زيمت، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن طهران تحاول بعد إضعاف ميليشياتها في لبنان وسوريا وغزة استغلال الظرف الراهن لإعادة بناء قوتها، محذرًا من أن النظام الإيراني "لن يتخلى أبدًا عن هدفه النهائي المتمثل في تدمير إسرائيل وامتلاك سلاح نووي".
وفي جزء آخر من تصريحاته حول اتفاق غزة بين إسرائيل وحماس، الذي تم بوساطة أميركية، قال ترامب: "لو كانت إيران لا تزال قوية ومتعجرفة كما كانت، لما أمكن الوصول إلى مثل هذا الاتفاق. لكن بما أن ذلك البلطجي لم يعد بلطجيًا، فهم الآن يقاتلون من أجل البقاء، حرفيًا يقاتلون للبقاء أحياء".
وأضاف الرئيس الأميركي: "وفوق ذلك، نحن نفرض عليهم عقوبات قاسية للغاية، إنهم بالفعل في معركة وجود. صدّقوني، إنهم في غاية الضعف".
كما جدد ترامب انتقاده للاتفاق النووي الإيراني قائلًا: "هنا تحديدًا أخطأ أوباما وبايدن بشدة، لأنهما أرادا عمليًا وضع إيران في قمة الهرم، وهي كانت تسير نحو امتلاك سلاح نووي. فلو استمر الاتفاق، لكانت إيران اليوم تملك سلاحًا نوويًا ضخمًا".
يُذكر أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي خلال فترة رئاسته الأولى، وفي فترته الثانية فعّلت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق آلية الزناد لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.