ووفقًا للتقرير الجديد الذي نشرته المنظمة اليوم السبت 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، فإن استهلاك المشروبات الكحولية المصنّعة محليًا والمغشوشة هو السبب الرئيسي في حالات التسمم الكحولي في البلاد.
وفي عام 2024، بلغت نسبة التسمم بالكحول من إجمالي الوفيات الناتجة عن التسمم نحو 6 في المائة.
أما وفقًا لإحصاءات المستشفيات، فقد تم خلال العام الماضي إدخال 10 في المائة من المصابين بالتسمم الكحولي إلى المستشفيات، بينما انخفضت هذه النسبة إلى 8.5 في المائة في النصف الأول من العام الجاري.
لكن علیرضا رئیسي، نائب وزير الصحة الإيراني، فقد صرّح في10 أكتوبر 2025 بأن العدد الحقيقي لحالات التسمم بالكحول المغشوش في إيران يزيد عشرة أضعاف عن الحالات التي تُسجّل في أقسام الطوارئ.
إلى جانب التسمم الكحولي، تشير الإحصاءات إلى أن سوء استخدام المواد المخدّرة والمنشطات لا يزال يشكّل عاملًا مهمًا في الوفيات الناتجة عن التسمم.
ففي عام 2024، كانت 21.3 في المائة من الوفيات بسبب تعاطي المخدرات وآثار الإدمان، وبلغت هذه النسبة21.6 في المائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025.
ويُظهر التقرير أن الميثادون مسؤول عن قرابة 47 في المائة من حالات التسمم في هذه الفئة، تليه الترامادول والأفيون.
كما حذّرت المنظمة من أن السموم تمثل نسبة مقلقة من الوفيات الناتجة عن التسمم. ففي العام الماضي، شكّلت السموم نحو 24 في المائة من إجمالي الوفيات بالتسمم، وكانت حبوب الفوسفيد المعروفة بـ"قرص الأرز" وحدها مسؤولة عن 13.6 في المائة من هذه الوفيات، رغم أن استيراد وبيع واستخدام مادة فوسفيد الألومنيوم ممنوع قانونيًا في البلاد.
ويشير التقرير إلى أن هذا المعدل في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة.
كما حذّرت منظمة الطب الشرعي من أن غاز أول أكسيد الكربون يُعد من أخطر التهديدات الصحية خلال فصل الشتاء. فوفقًا للإحصاءات الرسمية، شكّلت الوفيات الناجمة عن استنشاق غاز أول أكسيد الكربون نسبة 7.8 في المائة في عام 2024، ونسبة 6 في المائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025. وسُجلت أعلى معدلات هذه الحالات في مدن مشهد، أردبيل، طهران، تبريز، وكرج.
زيادة حادة في عدد مدمني الكحول
وخلال السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد المتقدمين للعلاج من إدمان الكحول في مراكز التأهيل الإيرانية بنسبة 50 في المائة، ما يعكس تنامي ظاهرة استهلاك المشروبات الكحولية رغم القيود الصارمة المفروضة عليها.
ولا يزال التسمم الناتج عن الأدوية يتصدر أسباب الوفيات الناتجة عن التسمم في إيران. ففي عام 2024، بلغت نسبة الوفيات الناتجة عن التسمم الدوائي نحو 42.5 في المائة، وارتفعت إلى 48.4 في المائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025.
وتتصدّر الأدوية المهدّئة مثل البنزوديازيبينات، إلى جانب مسكنات الألم غير الأفيونية ومضادات الاكتئاب، قائمة المواد الدوائية المسببة لهذه الحالات.
وتُظهر البيانات الرسمية أن الرجال يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا التسمم في إيران، إذ تشير الأرقام إلى أن 78 في المائة من الوفيات بسبب التسمم من الرجال، مقابل 22 في المائة بين النساء.
كما يُذكر أن نحو نصف حالات التسمم كانت متعمدة ومرتبطة بمحاولات انتحار.