وقال كمره اي في حديثه لوكالة "إيسنا" اليوم السبت 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025: "نظرًا لأن الطلاب الجدد ما زالوا في بداية دراستهم الجامعية، ليست لدينا بعد تقديرات دقيقة حول نسبة المقبولين بنظام الساعات المعتمدة هذا العام، لكن في السنوات الماضية قُبل نحو 30 في المائة من طلاب جامعة طهران وفقًا لهذه اللوائح القانونية."
وأضاف أن أكثر من 150 من الحاصلين على المراتب الأولى في اختبارات القبول الوطنية التحقوا بجامعة طهران، موضحًا أن توزيع هؤلاء المتفوقين غير متساوٍ بين مختلف التخصصات.
جدل حول قبول عناصر من "الحشد الشعبي"
أشار التقرير إلى أنه في منتصف يوليو (تموز) 2024، صدرت تقارير رسمية عن اتفاق بين جامعة طهران وميليشيا الحشد الشعبي العراقية للسماح لعناصرها بالدراسة في الجامعة، ما أثار موجة من الانتقادات داخل الأوساط الطلابية.
وأصدر عدد من النشطاء الطلابيين في جامعة طهران بيانًا وصفوا فيه هذه الخطوة بأنها "عسكرة للجامعة"، مؤكدين أنهم سيقاومون قبول مثل هؤلاء العناصر في الجامعات الإيرانية.
هجرة ضخمة للعقول الأكاديمية
ووفقًا لتصريحات كارن أبری نیا، أمين النقابة الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس في إيران، فقد هاجر نحو 66 ألف طالب إيراني بين عامي 2000 و2020 بحسب الإحصاءات الرسمية، بينما تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن العدد الحقيقي يقارب 200 ألف طالب خلال تلك الفترة.
وقال أبری نیا لموقع "خبرأونلاین": "معظم هؤلاء من طلاب الجامعات المرموقة في البلاد، وهم من النخب الذين كان يمكن لكل واحد منهم أن يكون محورًا لتطور علمي حقيقي."
وأضاف: "منذ عام 2018 وحتى 2024، غادر نحو 1,500 أستاذ من أصل 6,000 في التخصصات الهندسية بالجامعات الكبرى، أي ما يعادل 25 في المائة من الكادر الأكاديمي."
وأشار إلى أنه في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة طهران، قرابة10 أساتذة إما تقاعدوا وسافروا للخارج أو استغلوا إجازات بحثية ولم يعودوا.
القيود والإقالات في عهد رئيسي
وفي عام 2023، فُرضت قيود على 200 أستاذ جامعي، فيما تم فصل 25 أستاذًا من وظائفهم بشكل رسمي.
وقال محمد جليلي، رئيس مركز استقطاب أعضاء هيئة التدريس في وزارة الصحة، في أبريل (نيسان) 2025 إن موجة خروج الأساتذة وصلت إلى الجامعات المركزية الكبرى، مشيرًا إلى أن الكثير منهم يهاجرون أو ينتقلون إلى القطاع الخاص بعد مغادرة الجامعات الحكومية.
ووصف إبراهيم آزادكان، الأستاذ في جامعة شريف الصناعية، الوضع الحالي بقوله: "خلال السنوات الثلاث الأخيرة شهدنا كارثة حقيقية؛ فقد غادر نحو 70 أستاذًا الجامعة، ولم نتمكن حتى الآن من إيجاد بدائل مناسبة لهم."
أما أبری نیا فأشار إلى أن الضغوط على أعضاء هيئة التدريس ازدادت بشكل واضح في عهد إبراهيم رئيسي، مضيفًا أن: "أحد زملائنا استُدعي للاستجواب في غرفة مغلقة، وسألوه: هل تعرف تلاوة القرآن؟ فأجاب نعم، فقدموا له مصحفًا وطلبوا منه القراءة أمامهم."
وتابع: "وفي حالة أخرى، سُئل أحد الأساتذة الشباب لماذا لم يتزوج بعد؟ فأجاب بأنه يرغب في الزواج لكن لم يجد الظروف المناسبة بعد، فأخبروه: إذا لم تتزوج خلال العام المقبل فلن نُجدد عقدك."
وفي7 أكتوبر 2025، أعلن مسعود تجريشي، القائم بأعمال رئيس جامعة شريف الصناعية، أن26 عضوًا من هيئة التدريس قطعوا تعاونهم بشكل كامل مع الجامعة، محذرًا من أن ذلك يعني خسارة نحو 130 بحثًا علميًا سنويًا.
وأوضح تجريشي أن من بين460 أستاذًا في الجامعة، هناك26 غادروا بشكل نهائي، مشيرًا إلى أنه "إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، سيواصل الأساتذة مغادرة البلاد تدريجيًا تحت ذرائع مثل الإجازات البحثية أو الإجازات بدون راتب، ولن يعودوا أبدًا."