وكان موقع "حال وش" الحقوقي، المعني بأوضاع حقوق البلوش في إيران، قد نشر الفيديو، مرفقًا بتقرير يفيد بأن جنديًا من قوات الخدمة الإلزامية هاجم المرأتين بالركل والشتائم المهينة، في مشهد صادم وقع أمام عدد من الجنود وموظفي المعبر، دون أن يتدخل أحد لوقف الاعتداء.
وبحسب التقرير، فإن إحدى المرأتين لم تكن تحمل سوى عبوة بلاستيكية سعتها 1.5 لتر من البنزين، كانت تنوي بيعها لتأمين حاجاتها المعيشية البسيطة، إلا أن الجندي قام بضربها وإهانتها بعنف.
ووصف "حال وش" هذا الاعتداء بأنه "انتهاك صارخ للمبادئ الإنسانية وميثاق حقوق المواطنة"، معتبرًا أن تكرار مثل هذه الحوادث يدل على أن "الفقر يُعامل كجريمة في المناطق الحدودية، بينما يُغضّ الطرف عن الفساد والتهريب المنظّم الذي تقوم به جهات مرتبطة بالمؤسسات العسكرية والأمنية".
وأشار التقرير أيضًا إلى أن شبكات واسعة من "المافيا" التابعة للحرس الثوري وأجهزة أمنية تنخرط في تهريب الوقود والسلع على نطاق واسع، في حين يُواجه الفقراء من البلوش، الذين يبيعون القليل من الوقود لتأمين قوت يومهم، بالعنف والإهانة والرصاص.
ردود فعل رسمية
وبعد انتشار مقطع الفيديو على نطاق واسع، أعلنت قائمقامية مدينة هيرمند عن توقيف الجندي المعتدي وقائده المباشر.
كما صرّح رئيس جهاز القضاء في محافظة بلوشستان إيران بأن القضية "تخضع لتحقيق خاص ومتابعة عاجلة".
وبدورها، نشرت قيادة حرس الحدود في المحافظة بيانًا أوضحت فيه أن الحادثة وقعت في الساعة الثالثة بعد الظهر يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) داخل منفذ "ميلك" الحدودي، مؤكدة أنه تم التعرف على الجندي المعتدي واحتجازه، بعد اتخاذ إجراءات انضباطية بحقه، وأن ملفه أُحيل إلى الجهات القضائية المختصة.
وفي ختام البيان، قدّمت قيادة حرس الحدود اعتذارًا رسميًا إلى سكان محافظة بلوشستان إيران.
عرض لامتصاص الغضب الشعبي
من جهته، اعتبر موقع "حال وش" أن ردود السلطات الإيرانية "مجرد عرض شكلي يهدف إلى تهدئة الرأي العام". ونقل عن أحد الناشطين البلوش قوله: "لو كانت هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن مثل هذه الانتهاكات، لما كنا نشهد تكرارها حتى اليوم. الاعتقالات الرمزية والإعلانات الإعلامية ليست حلاً".
كما أشار تقرير الموقع الحقوقي إلى أن الكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي طالبوا بمحاكمة علنية ومعاقبة الجندي وقائده على هذا "السلوك المهين وغير الإنساني".
وأكد "حال وش" أنه وثّق خلال الأشهر والسنوات الماضية عشرات الحالات من إطلاق النار المباشر من قِبل القوات الإيرانية على النساء والرجال والأطفال وناقلي الوقود من البلوش، لافتة إلى أن معظم هذه القضايا أُغلقت دون محاسبة أي مسؤول.