وذكر الرجل، البالغ من العمر 55 عامًا، والذي لم تُكشف هويته، عن دوافعه قائلاً: "لقد تزوجت مرتين وانفصلت، ولم تكن في حالة نفسية جيدة، وكانت تسبني وتهينني". وأضاف أن ابنته "كررت تصرفاتها في يوم الحادث"، ما دفعه إلى اتخاذ قرار قتلها.
وأضاف: "أرسلت جميع أفراد عائلتي خارج المنزل بحجة ما، وأخذت ابنتي الصغرى إلى منزل أحد الأقارب. وعند عودتي، بدأت المشاجرة مرة أخرى، وسبتني بصوت عالٍ، فقمت بضربها على وجهها فسقطت على الأرض وأصيبت بنزيف شديد ثم توفيت".
وبعد ذلك، قام بتقطيع جسد ابنته في ورشة للحدادة، ثم أخذه إلى الصحراء وأضرم فيه النيران.
وجدير بالذكر أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في جرائم قتل الفتيات على يد آبائهن في إيران. كما تم توثيق حالات التعذيب، والاعتداء الجنسي، والانتحار، والقتل، ما أثار مخاوف من ارتفاع معدل جرائم قتل النساء.
وتنص المادة 301 من قانون العقوبات الإيراني على "إعفاء الأب أو الجد الأبوي من القصاص في حال قتل الابن أو الابنة"، وهو ما يرسل رسالة ضمنية للرجال تفيد بأن "قتل النساء لا يترتب عليه عقوبة جدية".
وفي مايو (أيار) الماضي، أبلغت وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل فاطمة سلطاني، الفتاة الإيرانية البالغة من العمر 18 عامًا، على يد والدها بسكين أمام المارة في أحد شوارع إسلام شهر؛ حيث كانت تعيش منفصلة عن عائلتها بسبب العنف المنزلي، وتعمل في صالون تجميل نسائي في المنطقة.
ونشرت صحيفة "اعتماد" تقريرًا عن "قتل النساء في إيران"، في 14 أبريل (نيسان) الماضي، ذكرت فيه أنه في عام 2024، قُتل ما لا يقل عن 137 امرأة وفتاة على يد رجال من أقاربهن. وأشار التقرير إلى أن الغالبية قُتلن على يد أزواجهن، ونسبة صغيرة قُتلت على يد آباء، أو إخوة، أو أبناء، أو أعمام، أو أعمام من جهة الأم، أو أفراد آخرين من العائلة.
كما أفادت "إيران إنترناشيونال"، في فبراير (شباط) الماضي، بأنه خلال ستة أيام، قُتلت سبع نساء وفتيات في ست مدن إيرانية على يد آباء، أو أزواج، أو أقارب آخرين. وأشارت إلى أن الدافع وراء هذه الجرائم غالبًا ما يكون مرتبطًا بما يُسمّى "قضايا الشرف" أو بـ "خلافات عائلية"، مما يزيد القلق من ارتفاع معدلات قتل النساء في إيران.