وبحسب المعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" يوم الأربعاء 15 أكتوبر، امتنع عدد من سجناء سجن قزل حصار عن تلقي وجباتهم الغذائية لليوم الثالث على التوالي.
وأرسل أحد سجناء هذا السجن مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" أعلن فيه استمرار الإضراب الجماعي عن الطعام للاحتجاج على أحكام الإعدام، وقال: "النظام الإيراني ينفذ مجزرة في هذا السجن".
كما أصدر سجناء الوحدة الرابعة في سجن قزل حصار بيانًا أشاروا فيه إلى النقل المستمر لزملائهم لتنفيذ أحكام الإعدام، ودعوا الناس و"الضمائر المستيقظة" إلى التحرك الفوري لإلغاء الإعدامات وإنقاذ حياة السجناء.
وأكدوا: "لم يبق لنا أي خيار سوى الاحتجاج والإضراب".
وحذر كاتبو البيان من استمرار تنفيذ أحكام الإعدام، وقالوا: "تخيلوا للحظة أن القمع الذي تشعرون به خارج السجن يحدث لنا يوميًا داخل السجن، نحن ضحايا نُقتل يوميًا وليس لدينا أمل سوى دعمكم ودعم السجناء الآخرين".
وأصاف البيان أنه حتى الغد قد يكون متأخرًا، لأنه "لا يمر يوم إلا ويُنقل زملاؤنا إلى الزنازين الانفرادية للإعدام، وإذا تُركنا وحيدين بعد هذه الاحتجاجات، فسوف نُقتل جميعًا. صرختنا هي: لا للإعدام".
وأفادت وكالة "میزان"، التابعة للقضاء الإيراني، يوم 15 أكتوبر، بتنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة سجناء هم أمير رضا قبادی، ومجيد حاتمي، وسجاد حاتمي، الذين كانوا قد حُكم عليهم بالإعدام سابقًا بتهمة "الحرابة بتهمة السطو المسلح".
وقد تم نقل هؤلاء الثلاثة مع ما لا يقل عن 16 سجينًا آخرين إلى الزنازين الانفرادية في سجن قزل حصار لتنفيذ أحكام الإعدام.
وكان من بين هؤلاء 11 سجينًا محكومين بالإعدام لجرائم مرتبطة بالمخدرات، وخمسة آخرون لمحكوميات تتعلق بالقتل.
ومن بين هؤلاء، تم إعادة سجين محكوم بالإعدام لقتل أمير محمد خالقي، طالب جامعة طهران، إلى العنبر بعد حصوله على مهلة شهرين من عائلة القتيل.
وقال شقيق خالقي: "قرر والدي منح مهلة للنظر في تعبير القاتل عن الندم لاتخاذ القرار النهائي بشأن العفو أو تنفيذ الحكم".
ولم تتوافر حتى إعداد هذا التقرير معلومات عن مصير بقية السجناء الذين نُقلوا إلى الزنازين الانفرادية لتنفيذ حكم الإعدام في سجن قزل حصار.
وفي مساء 14 أكتوبر، احتشد عدد من عائلات السجناء المحكومين بالإعدام أمام سجن قزل حصار احتجاجًا على تصاعد وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام.
وشارك الحاضرون في هذا التجمع، الذي تزامن مع استمرار حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"، حاملين صور ذويهم وهتافات مثل "إلغاء حكم الإعدام فورًا" و"لا تنفذوا الإعدام"، مطالبين بوقف تنفيذ هذه الأحكام.
بدأ إضراب السجناء المشاركين في حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" عن الطعام يوم 29 يناير 2024، للمطالبة بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، وفي الثلاثاء 14 أكتوبر، في الأسبوع التاسع والتسعين، نفذ السجناء في 52 سجنًا عبر إيران إضرابًا عن الطعام.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" صباح 14 أكتوبر، مجموعة من سجناء سجن قزل حصار في اليوم الثاني من إضرابهم عن الطعام للاحتجاج على إعدام زملائهم وهم يرددون هتاف "لا للإعدام".
وبدأت احتجاجات سجناء الوحدتين الأولى والثانية في هذا السجن في 13 أكتوبر، ردًا على موجة الإعدامات ونقل السجناء بشكل جماعي إلى الزنازين الانفرادية.
ويحتجز معظم السجناء في هذه الوحدات بتهم مرتبطة بجرائم المخدرات، وفقًا لما ذكره موقع "هرانا" الحقوقي، وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت شهد فيه سجن قزل حصار زيادة كبيرة في تنفيذ أحكام الإعدام خلال الأسابيع الأخيرة.
يُعد سجن قزل حصار في كرج من أخطر سجون إيران، حيث تُنفذ العديد من أحكام الإعدام بحق السجناء المتهمين بجرائم مختلفة.
وأفاد موقع "هرانا" في 9 أكتوبر، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أنه خلال العام الماضي تم إعدام ما لا يقل عن 1537 شخصًا في إيران.
وأشار التقرير إلى أن سجن قزل حصار، الذي سجّل 183 حالة إعدام، كان الأعلى تنفيذًا للأحكام خلال العام الماضي.