وجاء في بيان المنظمة أن عائلة ساعدي استُدعيت ظهر الأربعاء 15 أكتوبر (تشرين الأول) من قِبل وزارة الاستخبارات في الأهواز، المعروفة باسم الفرع 113، لتسلّم جثمان ابنها.
ووفقاً لما نقلته المنظمة، فقد "أُبلغت العائلة أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية، إلا أن الأسرة أكدت أن ابنها لم يكن يعاني أي مرض وكان بصحة جسدية جيدة تمامًا".
وأضافت "كارون" أن حسن ساعدي اعتُقل فجر الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري في منزله، بعد تعرّضه للضرب على يد عناصر الأمن.
ويُذكر أن حسن هو شقيق علي ساعدي، وهو ناشط سياسي سابق قضى 13 عاماً في سجني شيبان وكارون، ويقيم حاليًا لاجئًا في الولايات المتحدة.
وقال علي ساعدي في حديثه للمنظمة: "قوات الشرطة (فراجا) وعناصر بلباس مدني داهمت منزلنا واعتقلت شقيقي، ثم نُقل إلى إدارة الاستخبارات في الأهواز بسبب مشاركته السابقة في احتجاجات السنوات الماضية".
وأضاف: "شقيقي قُتل تحت التعذيب في زنازين إدارة الاستخبارات".
التعذيب مستمر رغم الحظر الدستوري
تأتي هذه الحادثة في وقت تتواصل فيه ممارسة التعذيب ضد المواطنين في إيران، رغم أن المادة 38 من الدستور الإيراني تنصّ على أن "أي شكل من أشكال التعذيب للحصول على اعتراف أو معلومات ممنوع".
لكن النظام الإيراني يستند إلى وجود هذه المادة في الدستور لرفض الانضمام إلى "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
ووفقاً لتقرير منظمة "كارون"، فإن ساعدي البالغ من العمر 34 عامًا، متزوج ولديه طفلتان، وكان يعيش في منطقة ملاثاني بالأهواز، وقد اعتُقل سابقًا بسبب نشاطاته الثقافية.
وأشارت المنظمة إلى أن محافظة خوزستان شهدت، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، موجة واسعة من الاستدعاءات والاعتقالات بحق النشطاء المدنيين وإعدامات للسجناء السياسيين.
حالات سابقة لقتل معتقلين ومعارضين في السجون الإيرانية
لم تكن قضية حسن ساعدي الأولى، إذ سُجّلت في السنوات الماضية حالات عديدة لوفاة معتقلين ومعارضين تحت التعذيب في سجون النظام الإيراني.
ومن أبرز تلك الحالات:
- كاووس سيد إمامي، ناشط بيئي، توفي أثناء احتجازه في سجن إيفين في فبراير (شباط) 2018
- سينا قنبري، وسارو قهرماني، وحيد حيدري وكيانوش زندي، اعتُقلوا خلال احتجاجات ديسمبر (كانون الأول) 2017، وتوفوا جراء التعذيب.
- ستار بهشتي، عامل ومدوّن، اعتقلته شرطة الإنترنت في أكتوبر 2012، وتوفي تحت التعذيب.
- زهرا كاظمي، صحافية ومصورة كندية- إيرانية، اعتُقلت عام 2003 بعد تصويرها عددًا من أفراد عائلات الطلاب المعتقلين أمام سجن "إيفين" بطهران، وتوفيت جراء التعذيب أيضًا.
وخلال احتجاجات "الحركة الخضراء" عام 2009، توفي عدد من المعتقلين، منهم محسن روح الأميني، ومحمد كامراني، وأمير جوادي فر، نتيجة التعذيب في معتقل كهريزك.
كما تُوفي كل من زهرا بني يعقوب، وجواد روحي، وإبراهيم ريكي، وسبهر شيراني، وإبراهيم لطفاللهي، وسعيد إمامي، ومحمود رخشاني في ظروف مماثلة خلال السنوات الأخيرة. وكذلك أرمیتا كراوند، الفتاة التي كانت تبلغ من العمر 16 عامًا، إثر دخولها في غيبوبة بمحطة مترو شهداء طهران، في أكتوبر 2023 وتوفيت لاحقًا.
ضحايا من المعتقلين بتهم جنائية عامة
لم تقتصر حالات الوفاة في مراكز الاحتجاز على السجناء السياسيين فقط، إذ قُتل أيضًا عدد كبير من المتهمين في قضايا جنائية عادية نتيجة الضرب والتعذيب في مراكز الشرطة خلال العقود الأربعة الماضية.
ومن بين هؤلاء: إيمان حسنوند، ومهرداد طالشي، وميلاد جعفري في قسم التحقيقات الجنائية بشابور في طهران. ومحمد كركيج في مركز مكافحة المخدرات في زاهدان. وسعيد (لم يُذكر اسم عائلته) في مركز احتجاز "وزراء" بطهران، وجواد خسروانيان في مركز شرطة خرمبيد، وأميرحسين حاتمي في سجن طهران الكبير.
وهذه الأسماء تمثل جزءًا بسيطًا من مئات الحالات، التي وثّقتها منظمات حقوق الإنسان لأشخاص قُتلوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم بتهم عامة أو سياسية في إيران.