وفي مقابلة مع موقع "شفقنا" يوم الاثنين 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، أعرب شهرَكي عن قلقه من وضع تأمين الطاقة في فصل الشتاء، قائلًا: "نظرًا للقيود المفروضة على استخدام زيت الوقود (المازوت) لأسباب بيئية، ولأن قطع الغاز عن المنازل خط أحمر بالنسبة لنا، فعلى الرغم من المخزون الجيد، أعتقد أننا سنشهد انقطاع الكهرباء مجددًا ابتداءً من شهر يناير".
وأشار عضو لجنة الطاقة إلى العقبات أمام تنفيذ التزامات "البرنامج التنموي السابع"، موضحًا أن البرنامج حدد كفاءة تشغيلية لا تقل عن 55 في المائة لمحطات الطاقة القائمة، لكن وزارة الطاقة قالت في مراسلاتها إن تحقيق هذا الهدف غير ممكن بسبب العقوبات والتكاليف العالية، وطلبت خفض السقف إلى 50 في المائة فقط.
استمرار أزمة الغاز وخسائر بمليارات الدولارات لصناعة البتروكيماويات
كانت وكالة "مهر" للأنباء قد نشرت في5 أكتوبر 2025 تقريرًا وصفت فيه أزمة الغاز في إيران بأنها مشكلة "هيكلية" و"مزمنة"، مشيرة إلى أن هذه الأزمة تتسبب خلال فصل الشتاء في خسائر "صامتة" تُقدّر بمليارات الدولارات لقطاع البتروكيماويات.
وأضافت الوكالة التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية والمرتبطة بمكتب علي خامنئي، أن العجز اليومي في إمدادات الغاز خلال شتاء عام 2024 بلغ أكثر من 300 مليون متر مكعب، وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم قد يصل إلى 600 مليون متر مكعب بحلول عام 2031.
وللمقارنة، كان العجز اليومي في الغاز عام 2020 نحو 155 مليون متر مكعب، وعام 2022 حوالي 174 مليون متر مكعب.
اجتماع لمناقشة نقص الطاقة
وقد عقد صباح الاثنين 13 أكتوبر 2025، في طهران اجتماع لمناقشة نقص الطاقة، الذي تصفه السلطات الإيرانية بـ"اختلال توازن الطاقة"، بمشاركة وزير الطاقة وعدد من أعضاء البرلمان، إلى جانب ممثلين ومسؤولين كبار من وزارتي النفط والطاقة وشركات تابعة لهما.
وقال عباس علي آبادي، وزير الطاقة الإيراني، خلال الاجتماع: "نحن في ظروف صعبة تشبه أجواء الحرب، وقد تجاوزنا خمس سنوات من الجفاف والحرارة الشديدة... إذا تم تنفيذ قرارات اجتماع اليوم، فلن نواجه مشكلة في الشتاء، لأن لدينا عددًا كافيًا من محطات توليد الكهرباء، ومع تأمين الوقود من وزارة النفط، لن تكون هناك انقطاعات في التيار الكهربائي".
من جانبه، قال علي نيكزاد ثمرين، نائب رئيس البرلمان، إن وزير الطاقة تعهد بعدم حدوث انقطاع في الكهرباء أو الغاز خلال الشتاء، استنادًا إلى التزامات مسؤولي وزارة النفط.
أزمة متفاقمة
شهدت إيران خلال الأشهر الماضية انقطاعات متكررة في الكهرباء، تجاوزت مرحلة الاضطرابات المؤقتة لتتحول إلى أزمة شاملة تؤثر على الحياة اليومية والإنتاج الصناعي.
وفي أواخر سبتمبر (أيلول) 2025، ومع استمرار الانقطاعات، أقر مصطفى رجبی مشهدی، المدير التنفيذي لشركة توانير (المسؤولة عن توزيع الكهرباء في إيران)، بأن أزمة إمدادات الكهرباء لن تُحل قريبًا.
كما أدت الانقطاعات الواسعة في الصيف الماضي إلى ضغط هائل على الصناعات، وأسفرت عن انعكاسات خطيرة على الإنتاج، وزادت من مخاوف البطالة بين العمال.
وفي ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم العقوبات الدولية، يرى مراقبون أن أزمتي الغاز والكهرباء في إيران لن تتكرر فحسب، بل ستزداد حدة واستمرارية وكلفة في المستقبل القريب.