وأوضح موقع "تانكر ترَكرز" اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، استنادًا إلى بيانات شركتين مزودتين لمعلومات تحديد مواقع السفن، أن أغلب ناقلات النفط الإيرانية تعمل الآن بشكل طبيعي على نظام تحديد المواقع العالمي، بخلاف السنوات الماضية حيث كانت تُخفي مواقعها الحقيقية.
وقال سمير مدني، الشريك المؤسس لموقع تانكر ترَكرز، لموقع "سبلاش": "توقيت حدوث هذا الأمر لافت للغاية، إذ يأتي بعد سبع سنوات ونصف من التلاعب الواسع بإشارات الموقع من قبل أسطول الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات النفط."
وأضاف: "لا يبدو أن ما حدث ناجم عن هجوم إلكتروني عن بُعد، لأن ناقلات الشركة الوطنية عادة ما كانت تُطفئ أجهزة تحديد المواقع بدلًا من تزييفها."
وأكد مدني أن "هذا التطور حدث تحديدًا في اليوم الذي زار فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الشرق الأوسط عقب انتهاء الاشتباكات الأخيرة."
خلفية عن اختراق شبكة الاتصالات البحرية الإيرانية
كانت مجموعة القراصنة "لب دوختكان" أي "مخيطو الأفواه" قد قالت لقناة "إيران إنترناشيونال" في21 أغسطس (آب) 2024 إنها عطلت شبكة الاتصالات التابعة لأكثر من 60 سفينة تخص شركتين بحريتين كبيرتين تابعتين لإيران، مما أدى إلى شلّ اتصالاتها مع بعضها ومع الموانئ والعالم الخارجي.
وأضافت المجموعة، التي سبق أن كشفت مرارًا عن معلومات تتعلق بالأنشطة الإلكترونية والعسكرية للنظام الإيراني، أن عمليتها الأخيرة قطعت الاتصالات عن39 سفينة تابعة للشركة الوطنية لناقلات النفط و25 سفينة مملوكة لشركة الملاحة البحرية الإيرانية.
وفي مارس (آذار) 2025، أعلنت المجموعة نفسها أنها استهدفت شبكة الاتصالات الخاصة بـ116 سفينة تعود إلى شركتين بحريتين إيرانيتين، مما أدى إلى انقطاع اتصالاتها بالكامل.
النفط والعقوبات الدولية
في الأسابيع الأولى من ولايته الثانية، فرض ترامب موجة جديدة من العقوبات النفطية على إيران، وقد اشتدت هذه العقوبات مؤخرًا. واستهدفت الإجراءات الجديدة الشركات المرتبطة بصناعة النفط الإيرانية، وكذلك أسطول الناقلات القديمة التي تعمل من دون تأمين غربي وتنقل نفطًا من دول خاضعة للعقوبات.
كما بدأت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في27 أغسطس (آب) 2025 تفعيل آلية الثلاثين يومًا لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وبعد سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك محاولات حلفاء طهران تأجيل القرار، أُعيدت العقوبات الأممية رسميًا ضد إيران.
وذكرت مجلة "الصناعة البحرية الدولية" أن إعادة فرض العقوبات "ستوجّه ضربة قاسية لقطاع الشحن الإيراني"، إذ ستؤدي إلى تقييد حركته الدولية بشكل غير مسبوق.
ورغم أن العديد من السفن الإيرانية الخاضعة للعقوبات التي كانت تعمل سابقًا ضمن ما يُعرف بـ"الأسطول المظلم" أصبحت الآن مرئية على أنظمة التتبع العالمية، إلا أن تقارير "إيران إنترناشيونال" تشير إلى أن وجهة الكثير من هذه السفن لا تزال غير معروفة.
وتُظهر بيانات "تانكر ترَكرز" أن هناك حاليًا94 سفينة ترفع العلم الإيراني وتعمل في المياه الدولية تخضع للعقوبات الأميركية، ومن بينها67 سفينة أدرجت على قائمة العقوبات الأممية بعد تفعيل "آلية الزناد".
وذكرت قناة "الميادين" اللبنانية، التابعة لحزب الله، في6 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 أن هناك مؤشرات على استعدادات أميركية لاحتجاز سفن مرتبطة بإيران بسبب عودة العقوبات الأممية.
ونقلت القناة عن مصادر (لم تكشف هويتها) قولها إن الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني "قادران على إحباط أي تهديد" في المياه الخليجية وبحر عمان.
وأضافت "الميادين" أن طهران أبلغت دول المنطقة بأن أي تعاون مع الولايات المتحدة في إطار اعتراض أو عرقلة السفن التجارية الإيرانية لن يمر دون رد، وستواجهه بإجراء متناسب.