وأضافت التعليمات الموجهة لوسائل الإعلام بضرورة أن تُحلَّل تصريحات دونالد ترامب في إطار "سلوكه العدائي السابق تجاه إيران".
التعليمات التي أصدرها المجلس مساء الاثنين 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 شدّدت على أن الهدف منها هو منع "الحرب النفسية للعدو" وضبط كيفية تلقي الرأي العام الإيراني لاحتمال تغيّر الموقف الأميركي.
وجاء في نص التوجيه، الذي يحمل توقيع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والموجَّه إلى مديري ورؤساء تحرير وسائل الإعلام: "تصريحات دونالد ترامب في برلمان الكيان الصهيوني، وما تضمّنته من مزاعم مثل السعي لتحقيق السلام أو عقد صفقة مع إيران، تستلزم من الزملاء الإعلاميين التحلي باليقظة في مواجهة الحرب النفسية للعدو، واعتماد مقاربة متوازنة ودقيقة ومبنية على الوقائع الميدانية في التغطية الإعلامية".
خطاب ترامب في البرلمان الإسرائيلي
كان ترامب قد قال في كلمته أمام البرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 إن "الهدنة في غزة ما كانت لتتحقق لو كانت إيران تمتلك سلاحاً نوويا"، مؤكداً أن إيران تسعى إلى اتفاق.
ودعا ترامب قادة النظام الإيراني إلى وقف دعمهم لـ"الجماعات الوكيلة والإرهاب"، والاعتراف بـ"حق إسرائيل في الوجود والبقاء".
وأضاف: "نقول للإيرانيين إننا مستعدون، عندما تكونون أنتم مستعدين، وهذا سيحدث. الشعب الإيراني شعب مجتهد، ولا يريد أن يرى استمرار هذا الوضع".
وأكد ترامب أن "الولايات المتحدة وإسرائيل ليست لديهما عداوة مع الشعب الإيراني".
كما شدّد على أن الأولوية الآن هي إنهاء الحرب في أوكرانيا، ثم يمكن لكلٍّ من ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر أن يعملا على التوصل إلى اتفاق مع إيران لاحقاً.
المجلس الأعلى للأمن القومي: لا تكونوا متفائلين
الفقرة الثانية من تعليمات المجلس الأعلى للأمن القومي دعت وسائل الإعلام إلى تجنّب التفسيرات العاطفية أو التفاؤلية، محذّرة من أن مثل هذه الأجواء قد تؤدي إلى "سوء فهم لدى الرأي العام وتؤثر سلباً في الاقتصاد والوحدة الوطنية".
وفي الفقرة الأولى من التوجيه، طُلب من وسائل الإعلام أن تتّبع التحليل بدلاً من ردّ الفعل، وأن تتجنب إعادة نشر تصريحات ترامب بشكل مباشر، وأن تذكّر الجمهور بسلوكه السابق، بما في ذلك:
• دعمه المطلق لإسرائيل خلال حرب الـ12 يوماً.
• هجماته على المنشآت النووية الإيرانية.
• حثّه الدول الأوروبية على تفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات.
التركيز على سلوك واشنطن السابق
الفقرة الثالثة من التوجيه طالبت وسائل الإعلام بالتركيز على "سلوك الحكومة الأميركية"، وإبراز "نكث واشنطن المتكرر لالتزاماتها وسياساتها المدمّرة السابقة"، لمنع "نشوء آمال زائفة تجاه تصريحات ترامب".
وكان ترامب قد قال في وقت سابق خلال اجتماع في البيت الأبيض إن مسؤولين من النظام الإيراني تواصلوا مع إدارته وأبدوا رغبتهم في "السعي إلى السلام" ودعمهم لاتفاق ينهي الحرب في غزة.
وأضاف أنه يأمل أن يساعد حلّ الجمود في الملف النووي الإيراني على إعادة إعمار البلاد بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية التي وقعت في يونيو (حزيران) الماضي، لكنه شدّد على أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".
يأتي هذا في وقت رفضت فيه طهران دعوةً لحضور "مؤتمر شرم الشيخ للسلام"، فيما صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد 12 أكتوبر 2025 لقناة "إيران إنترناشيونال" أن واشنطن مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة وجادة مع طهران مقابل تعليق برنامجها النووي، لكن القيادة الإيرانية رفضت هذا العرض حتى الآن.