وتحدث ناطق نوري، في مقابلة مع موقع "إيكو إيران"، نُشرت يوم الأحد 12 أكتوبر (تشرين الأول)، عن واقعة 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، قائلًا: "هل تخلو السفارات في العالم من أقسام تعنى بالشؤون الاستخباراتية؟ لقد اقتحموا السفارة الأمريكية، فقامت أميركا بردٍ مماثل فاحتجزت سفارتنا وجمّدت أموالنا".
وأضاف: "منذ ذلك الوقت، بدأت سلسلة من المشكلات وردود الأفعال، التي أرى أنها نتاج تلك القرارات الأولى".
انتقادات لسياسات العقود الماضية
وفي رده على سؤال حول تقييمه لأداء النظام الإيراني خلال الأربعين عامًا الماضية، قال ناطق نوري: "إن نقص الخبرة وضعف النضج السياسي والإداري كان واضحًا منذ بدايات الثورة"، موضحًا: "لم تكن لدينا خبرة في العمل التنفيذي أو إدارة الحكم، ووقعت بعض الأخطاء منذ البداية".
كما انتقد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الاعتداءات على السفارتين السعودية والبريطانية في طهران، خلال السنوات الماضية، معتبرًا أن هذه الأفعال أدت إلى ضغوط وتحديات في السياسة الخارجية الإيرانية، وأضاف: "هذه الإجراءات سبّبت لنا أزمات، ونحن الآن ندفع ثمنها".
خلفية تاريخية: أزمة الرهائن وقطع العلاقات
يُذكر أن حادثة اقتحام السفارة الأميركية في طهران وقعت في 4 نوفمبر 1979، عندما أقدم طلاب أًطلق عليهم "أتباع خط الإمام" على اقتحام سفارة واشنطن؛ احتجاجًا على ما وصفوه "أنشطة التجسس الأميركية".
وخلال تلك العملية، احتُجز 52 دبلوماسيًا أميركيًا لمدة 444 يومًا، ما أدى إلى قطع العلاقات بين طهران وواشنطن وتحولت الحادثة إلى نقطة مفصلية في تاريخ السياسة الخارجية الإيرانية.
بين "الثورة الثانية" والاعتراف بالخطأ
على مدى العقود الأربعة الماضية، دافعت السلطات الإيرانية عن ذلك الحدث بوصفه رمزًا للمقاومة ضد النفوذ الأميركي. فقد وصف مؤسس النظام الإيراني، روح الله الخميني، الاقتحام بأنه "الثورة الثانية"، وقال: "كانت هذه الحركة أعظم من الثورة الأولى؛ فالأولى أطاحت بنظام الشاه، أما الثانية فقد قطعت يد أميركا".
أما المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، فقد دافع في أكثر من مناسبة عن الاقتحام، واعتبره "عملًا ثوريًا وذكيًا"، وقال في نوفمبر 2024: "إن اقتحام السفارة الأميركية كان خطوة صحيحة، ولا ينبغي الشك فيها؛ فالسفارة لم تكن مجرد مركز دبلوماسي، بل كانت بؤرة للتحركات الاستخباراتية".
ورغم هذا الموقف الرسمي الثابت، فقد اعترف عدد من المسؤولين الإيرانيين السابقين في السنوات الأخيرة بأن الهجوم على السفارة الأميركية كان خطوة مكلفة سياسيًا واقتصاديًا، ولا تزال آثاره السلبية تلقي بظلالها على علاقات إيران الخارجية حتى اليوم.