وبحسب وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، فقد تم استدعاء المدير المسؤول لموقع "خبر فوري"، الذي أجرى المقابلة مع هاشمي، إلى مكتب المدعي العام في طهران، يوم الأحد 12 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضافت الوكالة أن قضية قضائية فُتحت أيضًا ضد زهرة هاشمي نفسها، وطُلب منها تقديم الأدلة التي تثبت ادعاءاتها بشأن تدخل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في الانتخابات.
هاشمي: "قيل لي إن هدفنا فوز رئيسي بالانتخابات"
في مقابلة مصوّرة انتشرت على نطاق واسع، يومي الجمعة والسبت 10 و11 أكتوبر الجاري، قالت زهرة هاشمي إن المهنية لم تكن ذات قيمة في "صدا وسيما"، مضيفةً: "قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية لعام 2021، أبلغني مسؤولون في صدا وسيما صراحةً أنهم يريدون فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات".
واعتبرت هاشمي أن الولاء للتوجهات السياسية للنظام كان أهم من المهنية الإعلامية داخل المؤسسة، مضيفةً أن كلّ من لا يتماشى مع "التوجيهات العليا" يتم تهميشه.
انتقادات لإدارة جبلي وهيمنة "تيار جليلي"
وفي جزء آخر من المقابلة، انتقدت هاشمي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، بيمان جبلي، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل لصالح فئة اجتماعية محددة.
وقالت إنّها حضرت اجتماعًا داخليًا مع مسؤولي "صدا وسيما"، شهد انتقادات حادة لإدارة جبلي، وإنّ بعض المشاركين وصفوا الهيئة بأنها "صدا وسيما جليلي" في إشارة إلى السياسي الإيراني البارز، سعيد جليلي، الذي يُعتقد أن أفرادًا من عائلته يتمتعون بنفوذ داخل المؤسسة.
وأضافت هاشمي أن جبلي ردّ على الانتقادات بالقول: "من وجهة نظري، المواطنون الإيرانيون الحقيقيون هم الذين شاركوا في جنازة قاسم سليماني".
انتخابات 2021: أدنى نسبة مشاركة وأعلى مستوى من الجدل
تُعدّ الانتخابات الرئاسية لعام 2021، واحدة من أقل الانتخابات حيوية في تاريخ إيران، إذ أعلنت بعض التيارات السياسية قبل إجرائها أن نتيجتها محسومة مسبقًا لصالح إبراهيم رئيسي.
وكان مجمع المدرسين والباحثين في حوزة قم قد اعتبر، في بيانٍ بتاريخ 6 27 مايو (أيار) 2021، أن عمليات رفض الترشيحات دليل على "هندسة الانتخابات"، فيما كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي"، التابعة لمكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 29 من الشهر نفسه، أي قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع، أن الفائز معروف سلفًا، في إشارة واضحة إلى رئيسي.
موجة انتقادات إصلاحية ضد "صدا وسيما"
من جهتها، كانت آذر منصوري، رئيسة جبهة الإصلاحات الإيرانية (ائتلاف يضم أحزابًا وتيارات إصلاحية) قد وجّهت سابقًا رسالة رسمية إلى رئيس "صدا وسيما"، وصفت فيها أداء الهيئة بأنه "منحاز، وفئوي، وغير منصف"، مطالبةً بإصلاح عاجل للسياسات الإعلامية القائمة.
وقالت إن الهيئة تجاهلت بيانات ومواقف الجبهة بعد الحرب مع إسرائيل، التي استمرت 12 يومًا، بل إنها تعمّدت تشويه بيان الجبهة الإصلاحية بلغة "عدائية ومليئة بالاتهامات".
ويأتي هذا الجدل الجديد ليعيد إلى الواجهة الأسئلة المتكررة حول طبيعة "صدا وسيما" كهيئة "وطنية"، ودورها المفترض في نقل مختلف وجهات النظر السياسية في المجتمع الإيراني، في وقت يرى فيه كثير من الإيرانيين أن المؤسسة تحولت إلى أداة دعائية للنظام أكثر من كونها وسيلة إعلام عامة.