في أحد المقاطع المصوّرة ليلاً، يظهر طلاب وهم يحتجون على الإجراءات التأديبية ويطالبون بإنهاء العقوبات القاسية.
في جامعة "خوجه نصير الدين طوسي" للتكنولوجيا، هتفوا: "الجامعة ليست ثكنة عسكرية؛ الطرد لم يعد هو الحل". وقد ارتبط الخلاف بعدم رضا الطلاب عن الطعام والإقامة.
وغالباً ما تلجأ إدارات الجامعات في إيران إلى الطرد لإسكات أي اعتراض ومعاقبة الطلاب الذين يحتجون على أوضاعهم.
كما شهدت جامعة "تبريز" للعلوم الطبية سلسلة من الاحتجاجات على ما وصفه الطلاب بسوء إدارة المسؤولين وتوفير سكن غير لائق.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال" طلاباً يهتفون بشعارات من بينها: "المسؤول غير الكفوء، استقل!" و"مسؤولو الجامعة.. عارٌ عليكم!"
مأساة حادث الحافلة
ووقع حادث منفصل في بلدة سرخه شمال طهران، هزّ المجتمع المحلي. فقد تحطمت حافلة تقل طالبات في مجال الطب المساعد يوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل اثنتين وإصابة خمس أخريات بجروح خطيرة.
وفي اجتماع مسجَّل مع العميد، وصفت إحدى الطالبات المشهد بـ"المروّع"، وقالت إن بعض الضحايا من المستحيل التعرف إليهن بسبب التشوه الشديد في وجوههن.
وأضافت: "أن ترى وجهي صديقتيكِ مسحوقين لا يمكن تمييزهما؛ تعرّفنا إليهما من ملابسهما وطلاء أظافرهما. شخص كنتِ تتحدثين وتضحكين معه، والآن يُعاد إليكِ جثة، هذا أمر صعب للغاية".
وأظهرت عدة مقاطع فيديو الطلاب وهم يضغطون على العميد وإدارة الجامعة لتحمّل المسؤولية.
وتعهّدت السلطات المحلية بفتح تحقيق شامل في الحادث.
وواصل طلاب الجامعات الإيرانية تنظيم التظاهرات رغم الضغوط الشديدة من السلطات، مطالبين بالمحاسبة وإنهاء الإجراءات التأديبية القاسية مثل الطرد والتعليق.
شعارات على الجدران
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أرسلها مواطنون عددا من المعارضين وهم يكتبون شعارات على جدران المدينة ولوحات إعلانية كبيرة في أنحاء متفرقة من طهران.
ومنذ أن قمعت السلطات بالقوة الدموية ما يُعرف باحتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" التي اندلعت إثر وفاة شابة وهي محتجزة لدى شرطة الأخلاق عام 2022، أصبحت الاحتجاجات السياسية واسعة النطاق نادرة.
وفي أحد المقاطع، يُرى رجل وهو يكتب رسائل مؤيدة للنظام الملكي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979، فيما دعا آخرون المواطنين إلى مقاومة السلطات: "اكسر الصمت، أيها المواطن، ما دام هناك وقت".
ووجّه شعار آخر رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني: "ليعلم خامنئي أنه سيسقط قريباً".
وقد دخلت عقوبات الأمم المتحدة التي أعادت تفعيلها القوى الأوروبية حيز التنفيذ في عطلة نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن تفاقم معاناة إيران الاقتصادية.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما يتهمها به الغرب، محذّرة من أن هذه الإجراءات قد تزيد من حدة الاضطرابات الداخلية.