صحيفة إيرانية: 26 طالبًا قُتلوا في حوادث حافلات النقل الجامعي خلال 10 أعوام

أفادت صحيفة "هم میهن" أن 13 حادثًا لحافلات نقل الطلاب الجامعيين وقعت في إيران خلال السنوات العشر الأخيرة، وأسفرت في مجموعها عن مقتل 26 طالبًا.
أفادت صحيفة "هم میهن" أن 13 حادثًا لحافلات نقل الطلاب الجامعيين وقعت في إيران خلال السنوات العشر الأخيرة، وأسفرت في مجموعها عن مقتل 26 طالبًا.
وذكرت الصحيفة، الأربعاء 1 أكتوبر (تشرين الأول)، في تقرير لها أن نشر صورة الحافلة المحطمة التي كانت تقل طلاب التخصصات شبه الطبية في "سرخه" على طريق سمنان-سرخه، أعاد مجددًا قضية سلامة حافلات النقل الجامعي إلى صدارة الأخبار.
في هذا الحادث قُتل طالبان يبلغان من العمر 20 و25 عامًا، وأصيب 11 آخرون بجروح، بينهم ثلاثة نُقلوا إلى وحدة العناية المركزة.
وأعلن أحمد كرمي أسد، رئيس شرطة الطرق التابعة لقيادة قوى الأمن الداخلي للنظام الإيراني (فراجا)، أن السبب الأولي لحادث سمنان كان "عدم انتباه سائق الحافلة إلى الأمام وعدم إعطاء حق الأولوية من قبل سائق الشاحنة".
وأشارت "هم میهن" إلى العدد الكبير من حوادث حافلات الجامعات، وذكرت أن العديد من هذه الحافلات مخصّصة للطرق الحضرية وليس للطرق بين المدن، كما أن الجامعات تستخدم مركبات تفتقر إلى التراخيص.
سلسلة من الحوادث
وفي السنوات الماضية، أثارت حوادث دامية مثل انقلاب حافلة طلاب "العلوم والتحقيقات" في يناير (كانون الثاني) 2019 الذي أسفر عن 9 قتلى، وحادث حافلة طلاب جيلان في سبتمبر (أيلول) 2024، اهتمامًا واسعًا.
وخلال العقد الأخير، وقعت حوادث أيضًا في جامعات بوشهر، دامغان، كردستان، كرمان، لرستان ونجف آباد، أودت بحياة طلاب.
كما تُظهر الإحصاءات الرسمية صورة مثيرة للقلق عن وضع الطرق.
فوفقًا لبيانات منظمة الطب الشرعي، قُتل أكثر من 19 ألفًا و400 شخص في حوادث المرور عام 2024، وسُجل 48 بالمائة من الحالات في سبع محافظات: أصفهان، طهران، خراسان رضوي، خوزستان، بلوشستان، فارس وكرمان.
وتقول وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي إن ما بين 700 إلى 800 ألف شخص يُصابون سنويًا في حوادث الطرق في إيران، وأكثر من نصف الضحايا دون سن الثلاثين.
وقال مهرداد تقي زاده، نائب وزير الطرق والتنمية العمرانية السابق، إن لجنة سلامة الطرق، وهي الجهة الرئيسية المسؤولة عن هذا المجال، لم تعد تعقد اجتماعات منتظمة.
وأضاف: "في السابق، إذا وقع حادث، كنا نعقد اجتماعًا طارئًا وكان على المحافظين تقديم إجابات. أما الآن فتمضي أشهر دون انعقاد أي اجتماع".
وبحسب تقي زاده، فإن تعطل عدد كبير من كاميرات مراقبة السرعة، وعدم وجود خارطة طريق للسلامة، وإهمال وضع الطرق، كلها عوامل تساهم في وقوع هذه الكوارث.
وفي السنوات الماضية، اعتبر كثير من الخبراء وبعض المسؤولين أن ضحايا حوادث السير المرورية هم نتيجة مباشرة لرداءة السيارات والطرقات.
وأشار هرمز ذاكري، خبير سلامة النقل، إلى استخدام الحافلات المخصّصة للمدن في الطرق بين المدن، وقال لـ"هم میهن": "هذه البنية التحتية خاطئة، ولا بد من توقع مثل هذه الحوادث".
وأكد أن المشكلة لا تكمن فقط في الطرق، بل في غياب الرفاهية والسلامة والرقابة، مضيفًا أن السيارات بأنواعها والدراجات النارية والمركبات الثقيلة تعاني من "اهتراء شديد".
وفي عام 2023، ومع تسجيل أكثر من 20 ألف حالة وفاة، تم تحطيم الرقم القياسي للوفيات المرورية في إيران خلال 12 عامًا.
وقال ذاكري: "الحوادث المرورية تتكرر يوميًا، لكن عندما يكون الضحايا من الطلاب، تهتزّ مشاعر المجتمع".