بقيمة 25 مليار دولار.. إيران وروسيا توقّعان اتفاقية ضخمة لبناء 4 محطات للطاقة النووية

وقّعت إيران وروسيا اتفاقية تنفيذية ضخمة بقيمة 25 مليار دولار لبناء 4 محطات طاقة نووية متطورة من الجيل الثالث في منطقة سيريك بمحافظة هرمزغان، جنوب إيران.
وقّعت إيران وروسيا اتفاقية تنفيذية ضخمة بقيمة 25 مليار دولار لبناء 4 محطات طاقة نووية متطورة من الجيل الثالث في منطقة سيريك بمحافظة هرمزغان، جنوب إيران.
وتم توقيع الاتفاق يوم الجمعة، 26 سبتمبر (أيلول)، على هامش معرض "أتوم 2025"، الذي أُقيم في موسكو، بين شركة إيران هرمز من الجانب الإيراني، وشركة "روس آتوم بروجكت" التابعة لهيئة الطاقة النووية الروسية.
ووفقًا لما أوردته وسائل الإعلام المحلية الإيرانية، ستبلغ القدرة الإنتاجية لكل وحدة من الوحدات الأربع نحو 1255 ميجاوات، على أن يصل إجمالي إنتاج الكهرباء من المشروع إلى نحو 5200 ميجاوات، ما يجعله من أضخم مشاريع الطاقة النووية المشتركة بين البلدين.
ويُذكر أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، والرئيس التنفيذي لشركة "روس آتوم" المملوكة للدولة الروسية، أليكسي ليخاتشوف، كانا قد وقّعا، يوم الأربعاء 24 سبتمبر الجاري، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنشاء محطات نووية صغيرة داخل إيران.
ومن جانبها، وصفت شركة روس آتوم هذا الاتفاق بأنه "مشروع استراتيجي"، مؤكدة أهميته في تعزيز التعاون النووي بين موسكو وطهران. كما شدّد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، يوم الجمعة، على أن التعاون النووي بين إيران وروسيا سيشهد توسعًا غير مسبوق في المرحلة المقبلة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير سابقة لصحيفة "واشنطن فري بيكون" في مارس (آذار) 2024، كشفت أن الشركات الروسية العاملة في المفاعلات النووية الإيرانية، مثل "روس آتوم"، قد حققت أرباحًا تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار نتيجة تعاملاتها مع إيران.
وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، كانت قد منحت إعفاءات خاصة لروسيا والصين وبعض الدول الأوروبية، تتيح لها المشاركة في بناء أجزاء من المنشآت النووية الإيرانية ضمن إطار الاتفاق النووي المعروف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة 2015".
غير أن دونالد ترامب، أثناء فترة ولايته الأولى، ألغى هذه الإعفاءات عامي 2019 و2020، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، بينما أعاد الرئيس السابق جو بايدن العمل بها في إطار جهوده الدبلوماسية مع طهران.
لكن وبحسب "واشنطن فري بيكون"، فإن منح هذه الإعفاءات وتمديدها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 ساهم في تحويل إيران وروسيا إلى شريكين عسكريين وثيقي الصلة.
ويأتي توقيع هذا الاتفاق التنفيذي لبناء أربع وحدات نووية في إيران في توقيت حساس، إذ يتزامن مع اقتراب القوى الغربية من تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، قد صرّح يوم الخميس 25 سبتمبر، في موسكو بأن البرنامج النووي الإيراني "شفاف تمامًا"، مؤكّدًا أن بلاده ستواصل هذا البرنامج ولن تتراجع عنه تحت أي ضغوط.
وفي المقابل، دعت روسيا والصين مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة للتصويت على مشروع قرار يقضي بتأجيل تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران لمدة ستة أشهر، وهو ما يعكس استمرار الانقسام الدولي حول ملف طهران النووي.