وكتب خامنئي في رسالته، التي نُشرت يوم الخميس 25 سبتمبر (أيلول)، في وسائل الإعلام الإيرانية: "إن الشهادة في الحرب الإيرانيةـ العراقية التي استمرت ثماني سنوات، وفي حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، وكذلك في لبنان وغزة وفلسطين، هي ثمرة الجهاد".
وأضاف مؤكدًا أن "الشعوب تنمو بهذا الجهاد وتزداد رونقًا بهذه الشهادة"، معلنًا: "المهم هو أن نتيقن من وعد الله بنصر الحق وزوال الباطل، وأن نلتزم بواجبنا في نصرة دِين الله".
وجاء كلام خامنئي عن "ثقافة الاستشهاد" بعد يومين من رفضه القاطع التفاوض مع الولايات المتحدة، وتشديده على مواصلة البرنامج النووي، ما يعني أنه يفضل "الشهادة" على "تجرّع كأس السم" عبر المفاوضات، على حد زعمه.
وقد نُقل خامنئي إلى مخبأ بعد هجوم إسرائيلي.
كان خامنئي قد شدد عبر خطابه تلفزيوني له، في 23 سبتمبر الجاري، على مواصلة البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم داخل إيران، معتبرًا التفاوض مع الولايات المتحدة "خسارة محضة". وقال إن إيران "لم ولن ترضخ للضغوط"، في ما يتعلق ببرنامجها النووي أو غيره من القضايا.
كما أشار إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين حول ضرورة وقف التخصيب في إيران، قائلاً: "إن الشعب الإيراني سيلقّن قائل هذا الكلام درسًا قاسيًا".
تهديدات إسرائيلية بقتل خامنئي
خلال الأشهر الماضية، أطلق عدد من المسؤولين الإسرائيليين تهديدات علنية ضد خامنئي.
ففي 28 يوليو (تموز) الماضي، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيرًا شديد اللهجة لخامنئي، مؤكدًا أنه إذا استمرت تهديدات إيران "فإن يد إسرائيل ستطاله شخصيًا".
وبعد الهجمات الصاروخية للحرس الثوري على مناطق سكنية في تل أبيب، أعلن كاتس أن خامنئي "لن يتمكن بعد الآن من البقاء على قيد الحياة".
وفي رد على هذه التهديدات، بعث مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في 28 يونيو (حزيران) الماضي، برسالة إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، طالب فيها بإدانة هذه التصريحات "بأشد العبارات"، واتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عنها.