وفي مقابلة مصورة نُشرت الأربعاء 24 سبتمبر (أيلول)، ومن دون أن يذكر اسم إسرائيل، قال قالیباف: "العدو تمكن من الوصول إلى بعض الرقائق والأدوات الإلكترونية التي كانت تُستخدم في المجال العسكري وتلويثها".
وبحسب قوله، كان من المقرر أن تنفذ إسرائيل قبل خمس-ست سنوات عملية مشابهة لعملية بيجر حزب الله على النظام الصاروخي الإيراني، لكن طهران "اكتشفت ذلك وأصلحته".
وتابع: المسؤولون بعد أول هجوم إيراني على إسرائيل- الذي يُطلقون عليه اسم "عملية الوعد الصادق 1"- أدركوا "بعض المشكلات الأخرى" في النظام الصاروخي أيضاً.
وأضاف رئيس البرلمان الإيراني: "فهمنا أن العدو من خلال الوصول عبر الأقمار الصناعية يمكنه أن يدرك عملياتنا قبل إطلاق الصواريخ".
من جهة أخرى، قال ديفيد بارنيا رئيس الموساد، في 18 سبتمبر (أيلول) وفي الذكرى السنوية لعملية تفجير أجهزة البيجر، إن هذا الجهاز الأمني الإسرائيلي يمتلك داخل إيران و"حتى في قلب طهران" قدرات لم تُستخدم بعد.
وفي العام الماضي، وبنتيجة انفجار أجهزة بيجر حزب الله في لبنان، قُتل ما لا يقل عن 9 أشخاص وأُصيب قرابة 3 آلاف شخص بجروح، غالبيتهم في الوجه والعين واليد بحسب المصادر اللبنانية.
وفي جزء من مقابلته قال رئيس البرلمان الإيراني: "كنا مستعدين لهجوم إسرائيل وكنا ننتظره، لكننا فوجئنا بطريقة وأسلوب الهجوم".
وأضاف موضحاً: "إسرائيل ضربت دماغنا وأعيننا، لكن تأثيره استمر حتى ظهر ذلك اليوم فقط".
وقد نشرت "قناة 13" الإسرائيلية مؤخراً وثائقياً عن تفاصيل عملية "صعود الأسود"، وأظهرت أن الحرب ذات الـ12 يوماً كانت أكبر عملية في تاريخ الموساد.
وأرسل الموساد 100 عميل إلى داخل إيران لتدمير منصات إطلاق الصواريخ والدفاع الجوي للنظام الإيراني.
وأضاف قالیباف في مقابلته: "لم نفاجأ بوقوع العملية نفسها، لكن أسلوبها جاء مفاجئًا، لأننا لم نتوقع استهداف القادة… وكان لدى القادة يقين بوقوع الهجوم منذ عصر يوم الحادث".
وأشار رئيس البرلمان الإيراني إلى أن إحدى الخطوات المحتملة للحكومة في المستقبل هي "شراء مقاتلات"، وهي خطوة "قد لا تتحقق حالياً"، مضيفًا أنه إذا هاجمت إسرائيل مرة أخرى، "فستدرك بالتأكيد أن كل شيء قد تغيّر".
كما رفض التقارير حول اختباء علي خامنئي، المرشد الإيراني، في مخبأ خلال الحرب، وقال إنه بعد 40 عاماً "عاد مرة أخرى بصفته القائد العام للقوات المسلحة إلى غرفة العمليات وقاد بشكل مباشر".
في الأيام الأولى للحرب، قال مصدران مطلعان داخليان لـ"إيران إنترناشيونال" إنه بعد ساعات من بدء الهجمات الإسرائيلية على طهران، نُقل خامنئي إلى ملجأ تحت الأرض في لویزان، شمال شرق طهران.
ومنذ ذلك الحين، ظهر أيضاً بشكل أقل بكثير من الماضي في الأماكن العامة.
ورداً على سؤال حول سبب عدم إدخال إيران قواتها البحرية في الحرب وعدم توسيعها إلى المنطقة الخليجية، قال قالیباف: "نعتقد أن توسيع الحرب في هذه المرحلة، لأسباب مختلفة، لم يكن في مصلحتنا".
وأضاف: "كان من الممكن إذا استمرت الحرب أن تتوسع دائرتها وتصل إلى أي مكان. بعد ذلك، إذا تعرض أمننا في أي مكان للخطر، كنا سندخل".
قالیباف أشار أيضاً إلى التبعات الاقتصادية للحرب، وقال إن هذه التبعات "تؤثر على الآخرين أيضاً"، ولذلك كان يجب أن تتقدم الاستراتيجيات بشكل "متوازن".
وفي وقت سابق، أفاد صحفيان إسرائيليان بأن الموساد، على مدى سنوات، جنّد عناصر من معارضي النظام الإيراني، وأعدّ كوماندوز لتنفيذ عمليات داخل إيران، وهي قوات لعبت دورًا أساسيًا في الحرب التي استمرت 12 يومًا.
في الساعة الثالثة فجراً يوم 13 يونيو (حزيران)، قاد فريق بقيادة شاب إيراني يُعرف بالاسم المختصر "س. ت." ومعه نحو 70 كوماندوز، الطائرات المسيّرة والصواريخ، فدمّروا أنظمة الدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية. وفي اليوم التالي، بدأت الموجة الثانية من الهجمات من داخل إيران.
المسؤولون الإسرائيليون يقولون إن هذه الهجمات مهّدت الطريق أمام سلاح الجو ليقصف المنشآت النووية من دون خسارة أي طائرة، ويدمّر نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية و80 بالمائة من منصاتها، ويستهدف حتى غرف نوم عناصر البرنامج النووي والقادة العسكريين.
قالیباف في إشارته إلى ضعف إيران الأمني والاستخباراتي خلال الهجمات الإسرائيلية، قال إنه بعد الحرب، دعا نواب البرلمان وزير الاستخبارات إلى جلسة غير علنية، ودار نقاش حول الموضوع ساعتين.
وبحسب قوله، "في جلسة أخرى جاء رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري".
وأوضح رئيس البرلمان الإيراني أنه في تلك الجلسات قال لهم إن بعض أضرار إيران "كانت في مجال التكنولوجيا أكثر من كونها مرتبطة بتجسس" أشخاص.
وأضاف قالیباف: "الرأي العام يجب أن يعلم أن البرلمان يتابع القضايا الأمنية والاستخباراتية، لكن قضية الضعف الاستخباراتي لا ينبغي أن تُذاع في وسائل الإعلام".
وقدّم يوسي كوهين، الرئيس السابق للموساد مؤخراً تفاصيل جديدة حول أساليب تصفية مسؤولي النظام الإيراني، وقال إن إسرائيل يمكنها أن تتسلل حتى إلى عائلاتهم وحراسهم.
وأشار قالیباف في جزء من مقابلته، أيضاً إلى نهاية حرب الـ12 يوماً وقال إن هذه الحادثة لم تكن "وقف إطلاق نار" بل كانت "قطع إطلاق النار".
وقال: "لا يوجد نص أو اتفاقية بيننا وبين إسرائيل التي ليست لنا أي علاقة بها، وحتى مع الأميركيين الذين كانوا رعاة الحرب ودعموها وتدخلوا فيها بشكل مباشر، لم يكن لدينا اتفاقية".
وأوضح قالیباف أن قرار المجلس الأعلى للأمن القومي بـ"موافقة مباشرة" من خامنئي أنه ما دامت إسرائيل مستمرة، فإن إيران أيضاً تستمر في استهداف مصالحها.
وأضاف أنه عندما كان المسؤولون الأميركيون يسعون لأن يقولوا لطهران "لا تضربوا ونحن أيضاً لا نضرب"، وضعت إيران شرطاً أن يكون "الضرب الأخير" من نصيبها.
وقال رئيس البرلمان الإيراني: "الشرط الثاني أيضاً هو أنه بعد توقف الحرب، إذا دخلت طائراتهم المسيّرة أو طائراتهم أجواءنا، فذلك يُعتبر خرقاً".
يشار إلى أنه خلال الحرب، أُطلق أكثر من 550 صاروخاً باليستياً من إيران باتجاه المدن الإسرائيلية، اعترضت معظمها أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات، بما في ذلك "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"حيتس-3".